Tunisie Réveille Toi ! http://www.reveiltunisien.org/ Site d'information et d'opinion sur la Tunisie fr SPIP - www.spip.net Opinion sur des propos présidentiels http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2739 http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2739 2007-11-16T13:20:39Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi رأي في تصريح رآسي الجزء الأول هذا الإنتاج يشتمل على على ثلاث حلقات أو أجزاء متتالية كأقصر مسلسل تلفزيوني في التاريخ تمتزج فيه الدراما بالنكتة الهادفة و الرأي الشخصي بالتحليل الثقيل [عفوا أقصد التحليل الرصين] وقع إخراجه بالإعتماد على وقائع حدثت في تونس أزعم أنها حقيقية فمشاهدة ممتعة [عفوا فقراءة ممتعة]. عبد الرحمان الحامدي قرأت ما تفضلت بنشره وسائل الإعلام المختلفة حول ما صرح به الرئيس بن علي لمجلة ل - <a href="http://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> <div class='rss_texte'><p>رأي في تصريح رآسي الجزء الأول</p> <p>هذا الإنتاج يشتمل على على ثلاث حلقات أو أجزاء متتالية كأقصر مسلسل تلفزيوني في التاريخ تمتزج فيه الدراما بالنكتة الهادفة و الرأي الشخصي بالتحليل الثقيل [عفوا أقصد التحليل الرصين] وقع إخراجه بالإعتماد على وقائع حدثت في تونس أزعم أنها حقيقية فمشاهدة ممتعة [عفوا فقراءة ممتعة].</p> <p>عبد الرحمان الحامدي</p> <p>قرأت ما تفضلت بنشره وسائل الإعلام المختلفة حول ما صرح به الرئيس بن علي لمجلة لوفيقارو ماغازين الفرنسية وصدر بتاريخ 09 نوفمبر2007 و مما جاء في حديث الرئيس نقلا عن تونس نيوز[11-11-2007 ] و الحوار نت و تونس أون لاين نت و الوسط التونسية ما يلي : [أنقله كما ورد مع بعض التعاليق فمعذرة لمن لا تعجبه هذه الطريقة في عرض آراء الغير]. ' إنه[ أي الرئيس التونسي] يرفض و صف بلاده بالدولة البوليسية. [هذه قاضية و بالتونسي : قالت لهم أسكتو]. .وقال : 'إن بلاده لم ترفض النقد' '[ قال المصريون :أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب]. وأضاف في إشارة إلى الإنتقادات التي تصف تونس بالدولة البوليسية :'إن الأمن في تونس يسهر على سلامة المواطنين والزوار مثلما هو الحال في كافة دول العالم، لكن ذلك لا يجعل من هذه البلدان أو من بلدنا دولة بوليسية' [تسمع بيه دويـــــــــــو؟؟] أو بلغة فولتير : (Mon Oeil) وقال ' ويمكننا التأكيد اليوم على أن إحترام حقوق الإنسان واقع يومي معيش غير أنه وكما هو الحال في كل بلدان العالم فإنه هناك دوما المزيد الذي يتعين إنجازه في هذا الميدان' [صدقت، فتونس على سبيل المثال لا الحصر كأوروبا تماما في مسألة حقوق الإنسان بل إن المزيد الذي يتعين على أوروبا القيام به في مجال حقوق الإنسان يفوق بكثير ذاك المزيد الذي يتعين على تونس بن علي إحداثه] [يقول إخواننا المصريون عند إستماعهم إلى مثل هذا الكلام :' ما تجيب غيرها يا راجل']. كما قال[أي الرئيس] :' ولم يتم البتة في تونس ايقاف شخص واحد أو متابعته قضائيا من أجل آرائه' [إذا لم تستح فقل ما شئت]. وأضاف :' كما لم يتم إيقاف أو منع أي صحيفة عن الصدور منذ سنة[ 1987 ]' [ منع جريدة الفجر كمثال من بين أمثلة أخرى دليل على صدق ما تقول ياسيدي.] وعن الإجراءات المتخذة بهدف إثراء المشهد الإعلامي و تنويعه و مزيد حماية حرية الرأي و التعبيرقال الرئيس :'عدلنا مجلة الصحافة في أربع مناسبات في إتجاه أكثر تحررا سيما عبر إلغاء جريمة ثلب النظام العام.....'[ أكاد أقول الله أكبر إعجابا بالدرجة التي و صلت إليها حرية التعبير في العهد النوفمبري] وقال :' و شجعنناعلى بعث عديد الأحزاب' [صدقت و لكن على مقاس وعيك الأمني و السياسي]. كما قال : 'غير أننا كنا نأمل في بروز معارضة بناءة وأكثر حيوية، ولكن للأسف لم تكن الحال كذلك دوما' [ للأسف فعلا، لن تبرز المعارضة التي تريدها بناءة و أكثر حيوية لأنها ببساطة، لاتجيد الركوع]. ويقول بخصوص مفهومه للتنمية : 'وانتهجنا استراتيجية تنموية محورها الانسان ترتكز على التكامل بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وتحرص على مكافحة كل اشكال الإقصاء والتهميش سواء للافراد او الفئات الاجتماعية او الجهات'، موضحا أنّه 'تمّ بذل جهود ضخمة من أجل تحسين البنى الأساسية الاقتصادية للجهات والمناطق الأكثر ضعفا ومن أجل تطوير المرافق والتجهيزات والخدمات الإجتماعية الأساسية فيها مما مكننا من تحقيق نتائج ملموسة على مختلف هذه الاصعدة عززت تماسكنا الاجتماعى ومن إقامة مجتمع أكثر توازنا'.</p> <p>[وبما أني لا أفهم في الإقتصاد و مشاريع التنمية فإني سأترك التعليق هذه المرة للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك صاحب شهادة المعجزة الإقتصادية التونسية [ و بالمناسبة و قبل أن أنسى أقول بأني مازلت أجهل موقف ساركوزي الرئيس الحالي لفرنسا من إستراتيجيا التنمية التونسية]. أواصل نقل أجزاء من الحديث الصحفي :ونفى الرئيس زين العابدين بن على أن تكون حقوق الانسان فى بلده تتعرّض لأي انتهاكات، قائلا 'هذا غير صحيح'. [ لم يبق في جعبتي ما أعلق به أغيثوني يرحمكم الله]</p> <p>آه : تذكرت : يقول أحباب لي من المصريين إذا أعجبتهم فكرة أو مزحة وبصوت أجش و غليظ [حلوة دي].</p> <p>و في الختام أقول : الحمد لله الذي جعل لي لسانا ومنحني قلما و خلق لي النكتة متنفسا و إلا إنفجر لي عرق في رأسي من زمان . ومعذرة مرة أخرى للقراء عن تعليقات قد لا تنسجم مع التحاليل الرصينة و الموضوعية. لكن ماذا أفعل لطبعي الذي يحتاج، لمواجهة المضحكات المبكيات، أن يروح عن النفس حتى تتغلب على كوارث من هذا القبيل[ ولم لا و لو مرة بالضربة القاضية].</p> <p> لا تنسوأيها القراء الكرام بأن الترويح عن النفس ميكانيزم من ميكانيزمات الدفاع الذاتي التي جربتها فأثبتت نجاعتها وقد يكون هذا من بين أسباب السلامة من الأمراض و قصر الأجل و الأعمار بيد الله. فضلا، وهذا هو المهم، عن أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم قد نصح بها و عليه فإني أنصح نفسي و إياكم بها. هذه مقتطفات من حديث صحفي للسيد الرئيس إخترتها لأتناولها بالتحليل علها تساعد من يهمه الأمر على إعادة وضع الأفكار الواردة فيها موضع التساؤل بما يمكن من تجاوز خطابات نوفمبرية طالما و صفتها المعارضة التونسية بخطابات متخشبة لا تنفك تراوح مكانها منذ عقدين من الزمن. وإعتبرهاآخرون خطابات تستبله العقول و تضحك على الذقون. وأدرجها بعض المتطرفين [من أمثالي عافانا و عافاكم الله] ضمن إعلام الإستبقار ثم الإستحمار هداني الله وإياهم . ولم أشأ أن أنقل كامل التصريح إذ تجدونه بالفرنسية في تونس نيوز 09-11-2007 كما تجدون ملخصا له بالعربية في الوسط التونسية. بقي أن أشير فقط، و للأمانة، إلى أن الرئيس عدد، مجيبا على أسئلة الصحافي الفرنسي، إنجازات نظامه معتمدا على الأرقام وهو وحده يعلم صدقيتها من عدمها في غياب مراكز إحصاء مستقلة في البلد أو معاهد دراسات تؤكد أوتنفي ما قدمه من معطيات وقد شملت الأرقام نسبة النمو الإقتصادي وإرتفاع الدخل الفردي و إنخفاض نسبة الفقر و إتساع الطبقة المتوسطة و نسبة وجود المعارضة في البرلمان والمجالس البلدية و عدد الأحزاب المرخص لها بالعمل القانوني ناهيك عن عدد الجمعيات الأهلية أو المدنية كما أورد أرقاما عن نسبة مشاركة المرأة على مختلف الأصعدة العلمية و الإقتصادية و السياسية وتطور هذه النسبة بإطراد كما تحدث سيادته عن طموح نظامه في تحقيق نسب أعلى للنمو الإقتصادي.وإستشهد بتقييمات مؤسسات دولية منها صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و منتدى دافوس وقد بوأت إحداها تونس كما قال المرتبة[ 29 ] عالميا من حيث القدرة التنافسية. ثم تحدث عن إستراتيجية حكمه في مقاومة ما أسماه بالأصولية و التطرف في التسعينات ثم تحدث عن المواجهات المسلحة في تونس آخر سنة [ 2006] و أثار مواضيع دولية أخرى كالإرهاب والحرب على العراق و سياسة الكيل بمكيالين في معالجة قضايا العرب.</p> <p>أقول على بركة الله : إن الذي يطلع على الكيفية التي عرض بها الرئيس إنجازات السلطة بالأرقام يشعر بأن المهم لدى رموزها المظهر التراكمي للأعداد و ليس جدواها البراغماتية وفاعليتها العملية مما يجعلها، بزعمي،[إذا سلمنا بصحتها مائة بالمائة] أرقاما إستعراضية دعائية. تنظم إلى تلك القوانين 'التقدمية' المصادق عليها في البرلمان و الغائبة عن التطبيق في أغلب الأحيان.</p> <p> فماذا أفاد على سبيل الذكر لا الحصر و جود تسعة أحزاب قانونية مرخص لها في فرض الحريات و حماية حقوق الإنسان وقد بحت أصوات المطالبين بها من أبناء تونس منذ عقدين من الزمن ؟؟ [أستثني من هذه الأحزاب الحزب الديمقراطي التقدمي وبعض الجمعيات المدنية المناضلة]. ماهي النضالات التي خاضتها معظم هذه الأحزاب من أجل تحسين المقدرة الشرائية للمواطنين و التأثير في السياسة التنموية لتقليص الفوارق الإجتماعية التي أكدت شهادات مضادة لمختصين في الإقتصاد أنها إستفحلت و ذوبت الطبقة المتوسطة في البلاد؟ إن الإجابة بالسلب عن هذين السؤالين قد يؤكد حقيقة ما أريد لهذه الأحزاب بشهادة منشقين عنها و ملاحظين محايدين وهي أن تكون أحزاب ديكور لتتغيب بصفتها تلك عن الإنخرط الإيجابي في سنة التدافع لكسب مزيد من الحريات و تحقيق التقدم والعدل و المساواة. وقد بينت التجربة طيلة عقدين من الحكم النوفمبري أن كل الإنتهاكات التي تلام عليها السلطة اليوم تزامنت مع وجودعدد من هذه الأحزاب على الساحة السياسية فلعب بعضها الدور المرسوم له منذ الترخيص لها بالوجود القانوني ولا يخفى على ملاحظ أن أي نشاز عن هذا الدور يعرضها إلى :</p> <p>ـ مؤامرات شق الصف من الداخل عبر مساومات رخيصة و تحالفات مشبوهة قامت السلطة بها مع أطراف من داخل تلك الأحزاب 'المتمردة' [تجربة شق صف حركة الديمقراطيين الإشتراكيين و إقصاء قادة تاريخيين منها...]</p> <p>ـ سحب المقرات و الفضاءات و غلقها و تهديد ملاكها بخراب البيوت إن هم قبلوا تسويغها لتلك الأحزاب' الثائرة و الناكرة للجميل'. ـ تسليط [الفيسك] السلطة المالية و الجبائية للدولة وهو ما حدث لمؤسسات تجاريةعلى سبيل المثال فأفلست لأن أصحابها نقدوا رموز السلطة أوإعترضوا على سياساتها. ـ سحب الصحف من الأسواق ومنع بيعها والتسبب في أزمة مالية لمالكيها. ـ منع الحق في الطبع. ـ التسويف في منح رخص ووثائق قانونية مدنية تتوقف عليها مصالح أشخاص و هيآت و يصل الأمر إلى حد المنع النهائي من الحصول عليها. ـ منع إعطاء جوازات السفر لمنع رموزالمجتمع المدني من حضور قمم و مؤتمرات عالمية. ـ قطع أرزاق الأشخاص و تجميد الأرصدة المالية [ ماحدث لمنظمة عربية لحقوق الإنسان مقرها في تونس لم تكن السلطة راضية عن أداء أشخاص فيها[ نسيت إسمها]. ـ منع حق حرية التجول بمتابعة المعارضين في كل مكان أوحرمانهم أصلا من حق التنقل داخل البلاد. ـ الإعتداءات على الحرمة الجسدية و المعنوية للأشخاص بالإستعانة بالبوليس المتخفي بالأزياء المدنية أو بمنحرفي و منحرفات الحق العام [ لمن يريد أن يتعرف أكثر على قول القائل شر البلية ما يضحك في إستعمال السلطة لمنحرفي الحق العام و عاهراته للتصدي للمعارضة فليعد إلى مقالين لي حول الموضوع نشرا بتونس نيوز بتاريخ [10و16 ديسمبر 2006].... ـ تلفيق التهم الأخلاقية أو تهم الخيانة العظمى للمعارضين. ـ الضغط على رموز المعارضة بإرهاب أفراد الأسرة و محاصرتهم في الرزق أو إحتجازهم في مراكز الأمن ومن ذلك الإعتداء الجسدي الأخير، [كمثال من بين مئات الأمثلة] على إبن المناضل الأستاد المحامي محمد النوري ـ الإغتصاب [ شهادات مواطنين و سجناء سياسيين تعرضوا لأعمال الإغتصاب البشعة على أيدي البوليس أومساجين الحق العام بتحريض و دعم من مسؤولي سجون تونسيين]. ـ محاكمات و إستصدار أجكام بالسجن و تنفيذها على الفور. ـ التضييق في السجن عبر التجويع و الضرب بالعصي و بالأسلاك الكهربائية و العقاب بالسيلونات الرطبة شديدة البرودة.و تسليط مختلف الإهانات الحاطة من الكرامة البشرية ـ ممارسة التعديب و تخليف العاهات ـ القتل في الأخير</p> <p>و أقسم بالله وهو على ما أقول شهيد لو كان هناك و سيلة أخرى أعلى درجة من القتل لمارستها سلطة بن علي في حالات معينة</p> <p>كل هذا و غيره قد يفسر إلى حد ما الحال الذي آلت إليه عدد من أحزاب المعارضة من إستقالة و خنوع بل و تواطئ في أحيان كثيرة جعلها لا تكسب من صفة المعارضة سوى اللقب ومن متاع الدنيا سوى مبلغ سنوي من مال الشعب تؤجرها به سلطة بن علي لتزيد؛بصمتها عن جرائمه، من كتم أنفاس شعب برمته و هو المقابل الذي وعدالرئيس تلك الأحزاب بالترفيع فيه هذه الأيام ليحفزها لعشريتين أخرتين من حكمه لا قدر الله على مزيد الإستمرار دون كلل و لا ملل في لعب دور الديكور والتستر على جرائم حقوق الإنسان. و لايفوتني أن أقدم لكم ما نقلته تونس نيوز بتاريخ[ 14-11-2007 ] عن المناضل القاضي الأستاد مختار اليحياوي الذي جمع لنا مشكورا نماذج تعبر عن نجاح تلك الأحزاب في ممارسة فن 'الشحاتة' الذي إمتهنته لمدة عشريتين من الزمن عبر تسبيحها بحمد و لي نعمتها و تثمينها لما ورد في خطاب سيادته بمناسبة الإحتفالات الأخيرة و إليكم بعض النماذج نقلتها دون 'رتوش'</p> <p>الأحزاب السياسية تثمن مضامين خطاب رئيس الجمهورية2.حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تثمن الإجراءات التي تضمنها خطاب الرئيس زين العابدين بن علي 3.حزب الوحدة الشعبية : خطاب رئيس الدولة جاء في مستوى تطلعات المناضلين من أجل الديمقراطية والتقدم 4.حزب الخضر للتقدم : مضامين خطاب العشرينية تجسد تفاعل رئيس الدولة الايجابي والصادق مع المشاغل الحقيقية للبلاد 5 الحزب الاجتماعي التحرري : خطاب العشرينية ابرز مجددا الحرص الرئاسي على التقدم بالخيار الديمقراطي نحو أفق جديد أكتفي بهذه الحلقة و إلى الحلقة القادمة إن شاء الله.</p></div> قراءة هادئة في مبادرة الدكتور الهاشمي الحامدي http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2563 http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2563 2007-06-11T12:32:00Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi قراءة هادئة في مبادرة الدكتور الهاشمي الحامدي عبد الرحمان الحامدي السلام عليكم وبعد : تابعت بصفة متقطعة بعضا مما دار حول مبادرتك لتحقيق مصالحة بين إسلاميي النهضة ونظام الحكم في تونس؛ ولا أخفي عليك جزعي من المستوى الذي آل إليه حال البعض منا وهم يردون على مبادرتك؛ صحيح أن المصاب عظيم وأن الكارثة التي حلت بالكثيرين عامة وبالنهضويين خاصة خلفت و ما تزال جراحات يصعب إندمالها أو حتى تضميدها. ولكن ذلك لا يبرر - <a href="http://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> <div class='rss_texte'><p>قراءة هادئة في مبادرة الدكتور الهاشمي الحامدي</p> <p>عبد الرحمان الحامدي</p> <p>السلام عليكم وبعد : تابعت بصفة متقطعة بعضا مما دار حول مبادرتك لتحقيق مصالحة بين إسلاميي النهضة ونظام الحكم في تونس؛ ولا أخفي عليك جزعي من المستوى الذي آل إليه حال البعض منا وهم يردون على مبادرتك؛ صحيح أن المصاب عظيم وأن الكارثة التي حلت بالكثيرين عامة وبالنهضويين خاصة خلفت و ما تزال جراحات يصعب إندمالها أو حتى تضميدها. ولكن ذلك لا يبرر؛ في نظري؛ بأي حال من الأحوال هذا المستوى في التعاطي مع الموضوع بما لا يشرف في نظري أناسا قد ينالهم يوما ما شرف الشهادة على العصر ! إن الطرق التي تم بها الرد على مبادرتك تعكس فيما تعكس ذاك الإرث التاريخي في التعا مل مع المخالفين؛ مما لا يبشر بأي حال من الأحوال بأن المستقبل في بلدي سيكون لقيم إحترام الآخر في كينونته المعنوية ( رأيا وعرضا).و لربما في حرمته الجسدية ! .و لست أدري كيف أفسر هذا المزج الرهيب؛ أثناء الردود؛ بين الرأي و صاحب الرأي؛ بين ظاهرالقول و نوايا صاحبه وهو ما يخالف قوله صلى الله عليه و سلم,, أمرت بالحكم على الظواهر و الله يتولى السرائر,, أو كما قال عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم. كما لا أفهم حقيقة هذا الخلط بين حديث الزوايا عن تاريخك وما يقال عنك ( على فرض صحة الكثير منه) و بين المبادرة في خد ذاتها. فماذا كان يمكن أن يحصل لو أن الردود إتجهت إلى تقييم المبادرة في حد ذاتها بكل هدوء دون هذا الخلط ودون النبش في النوايا مما يجعل للأهواء ولمنطق الأحكام سطوة يغتال أمامها العقل بل وينسحب مذموما مدحورا ليخلو المجال لمعاني الإقصاء والأحكام المسبقة والتجريح والمزايدات على الوطنية والتخوين وهو ما يجعلنا نكرر تجارب أمم عرفت كيف تغير ما بنفسها لتصل إلى ما هي عليه من تقدم و أعني بتجارب الأمم تجربة محاكم التفتيش سيئة الذكر في أوروبا القرون الوسطى. فضلا عن كون تلك الردود على مبادرتك هي إعادة إنتاج خطاب طالما لمنا رموز السلطة وإعلامها على إعتماده في مخاطبة الخصوم و المعارضين.</p> <p>لقد حسبت أننا تعلمنا نحن أبناء المهجر (من المباشرين لتجارب الغرب) كثيرا من معاني التعامل الديمقراطي وأساليب التفاعل بين المختلفين في الرأي من أبناء الوطن الواحد لتحقيق مصلحة المواطن و الوطن</p> <p>لقد كان مستوى كثير من الردود مفاجئا وغير مفهوم بالنسبة لي و يبقى بنظري ممارسة مرفوضة و غير مبررة وعليه فإني لن آلو جهدي في الدفاع ما حييت على قيمة الإحترام( و التي تجد بابها الواسع في مفهوم تكريم الإنسان في الإسلام) ليكون لغيري (مهما كان إنتماؤه) الحق في أن يعبر بكل حرية عن رأيه وأن أحترم هذا الرأي وإن كنت مخا لفا له عبرعدم تخطي تلك المسافة بين عرض الشخص و رأيه أوبين فكرته التي عبر عنها ونواياه التي تبقى من مجالات العليم وحده بذات الصدور..</p> <p>هذه واحدة..... أما الثانية فما ذا يضيرنا لوو ضعنا و نحن نقيم المبادرة نصب أعيننا قيمة أخرى من قيم إسلامنا العظيم ألا وهي التناصح والبناء المشترك عبر خلاف لا يفسد للود قضية. خاصة إذا تعلق الأمر برفاق الأمس.</p> <p>هذا من حيث الإطار العام و المبدئي في التعامل مع من نختلف معه. أما عن مبادرة الأخ فتجدر الإشارة؛ وللتاريخ؛ أنها ليست الأولى من نوعها التي يقوم بها الأخ الكريم؛ وهو ما يزيد فهمي لتشنج الكثيرين في ردودهم غموضا و تعقيدا !! و لقد ووجهت المبادرة بصمت البعض و تجاهلهم كما أثارت ردود أفعال متباينة مباشرة وغيرمباشرة. بل و عنيفة في أحايين كثيرة. و بقطع النظر عن المبادرة الأولى و نتائجها والمبادرة الثانية ومضمونها وتوقيتها والواقفين وراءها و أمامها ومن بين يديها و ربما من خلفها فإن ما يهمني هو التساؤل عن جدواها وفائدتها بالنسبة للمعنيين بها (وهم منتمو حركة النهضة) و ذلك عبر طرح الأسئلة التالية :</p> <p>أولا :هل تعبر المبادرة عن حاجة ملحة اليوم لتغيير و ضع شريحة مهمة من أبناء النهضة (المعنيون قبل غيرهم بالمبادرة) وهو وضع متكلس منذ أكثر من عشرين سنة لا شك أنه موجع جدا.إكتوى و ما يزال الكثيرون من أبناء النهضة داخل تونس و خارجها بناره؟</p> <p>ثانيا : إذا كانت هناك فعلا حاجة للحصول على شيء مهما كان بسيطا و على علاته (عد لمحتوى المبادرة) و بقصد تخفيف المعاناة فما عدد المتحمسين لهذا الأمر في الداخل والخارج؟ مع علمي بأن كل من فيه ذرة خير يتحمس للتخفيف على إخوانه في الدين و الوطن والإنسانية. بعبارة أخرى هل يعكس محتوى المبادرة ما يحتاج إليه حقا الكثيرون من أبناء النهضة بعد طول معاناة و قلة حيلة؟</p> <p>أشير أولا إلى أن أخي الهاشمي</p> <p>لم يبد في مبادرتة أي ضمانات في حالة حصوله على التوقيعات المائة بأن إطلاق سراح المساجين يصبح حقيقة مع رفع الرقابة الإدارية و وقف كل أشكال الترويع وقطع الأرزاق و عدم عودة المحاكمات من جديد. و قد تفسر عدم مصداقية (نظام لا ظلم بعد اليوم) !!! جانبا من الردود الساخرة والعنيفة على المبادرة وقد يكون لسان حال أصحابها يردد الحديث الشريف لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.</p> <p>أما المشكل بانسبة للرافضين للمبادرة فإنه يعود بحسب الردود إما إلى : الشخص الذي قام بالمبادرة ويظهر ذلك في المقالات التي ؛؛شخصنت؛؛ الموضوع وولجت متاهات النوايا والتهجمات و حكمت على الشخص قبل تقييم الفكرة.</p> <p>وقد يعود الرفض إلى صيغة المبادرة و التي يرى البعض أن فيها د نية وذلة</p> <p>أو لكون المبادرة لا تعكس بنودا حقيقية لمصالحة مشرفة لأبناء النهضة ولكافة التونسيين بحيث تتوقف كل أشكال الإنتهاكات لحرمة التونسيين الجسدية والمعنوية من قبل البوليس و تطوى صفحة محاكمة التونسي بسبب آرائه ويفتح الباب لحرية تكوين الأحزاب وحرية الصحافة مما يمكن معه إيجاد حالة من الطمأنينة يستعيد أثناها المعارض مواطنته و يأمن على رزقه و حرماته.</p> <p>ولئن كان المطلب الأخير من المطالب صعبة التحقيق على المدى القريب والمتوسط لأسباب يطول شرحها فإن البعض من رافضي المبادرة يرى أنه على السلطة أن تقوم على الأقل( و ذلك أضعف الإيمان) ببعض المبادرات بما يمكن أن يؤشر على نوايا حسنة كالتوقف نهائيا عن محاربة الحجاب في المدارس ووضع آليات للحد من إنتهاك الحرمة الجسدية للمواطنين الموقفين أوالمعارضين( أعضاء أحزاب و صحفيين ومدافعي عن حقوق الإنسان ألخ....) والبحث؛ و لو على مراحل؛ في إيجاد أساليب أخرى لمعالجة المشاكل عدا الأسلوب الأمني و ما فيه من إعتداءات و تهديد و ترويع وهرسلة و محاصرة و قطع الأرزاق ومحاكمات و سجون ....وهو ما لا يتناسب والحد الأدنى لمواثيق حقوق الإنسان.</p> <p>و في رأيي المتواضع فإن كلإ من السلطة و حركة النهضة في وضع لاتحسدان عليه.</p> <p>السلطة محتاجة إلى طي ملف لم يعد يقنع الغرب بأن معالحته لا بد أن تتواصل بالأشكال الأمنية و ذلك في إطار توجه عالمي عام نحو الإستعانة بالإسلام الحركي المعتدل في مقاومة ما أصطلح على تسميته بالإرهاب.و الفكر المتطرف وفي ظرف تحتاج فية السلطة وبدعم دولي مكشوف إلى التفرغ لمقاومة الحركات ذات التوجه العنيف( في تغيير موازين القوى) والتي بات تهديدها يتصاعد بحسب التقارير الإستخباراتية في العالم عموما و في شمال إفريقيا بالخصوص. وهذا يأتي مكان مواصلة التصدي الأمني للإسلام الحركي المعتدل في تونس على سبيل المثال مما قد يضعف من مبررات وجود التيارات العنيفة.</p> <p>لذلك تجهد السلطة حاليا في إيجاد حلول؛ تحلم بها؛ لطي ملف الإسلام الحركي المعتدل ممثلا بالنهضة فيما أحسب و لكن على طريقتها فقد تكون مستعدة لإطلاق كافة مساجين النهضة وليس كافة المساجين السياسيين و رفع الرقابة الإدارية عنهم و ترك مجال الإسترزاق لهم والقبول بعودة المغتربين وهو ما تعد به مبادرة أخي الهاشمي الحامدي كما فهمت( ولكن دون ضمانات فعلية).</p> <p>و لا أنكر البتة ما في هذه الخطوة من إيجابية لو تحققت بضمانات ففيها إيقاف لمحنة شريحة مهمة من أبناء تونس تنوء من ثقلها الجبال الرواسي لطول أمدها وعذاباتها وهو ما أحسب أن أخي الهاشمي قصد تحقيقه بمبادرته هذه وبدافع إنساني لن أسمح لنفسي أن تشكك فيه (رغم معرفتي المحدودة جدا بالرجل).</p> <p>و لكن يا أخي الهاشمي أسأل نفسي قبل أن أسألك :</p> <p>ما هوالثمن الذي يقابل ذلك على فرض تحققه بالكمال و التمام؟ و لن أتحدث الآن إلا عن نفسي : هل تراني أتحمل العودة إلى بلد (على فرض أني سآمن فيه على نفسي و على أسرتي) و أنا أعلم علم اليقين أن فيه كرامات تداس وأجساد تنتهك حرماتها حتى الموت أحيانا؟ !</p> <p>أتراني أقدر على لعب دور الشيطان الأخرس وأنتهج مبدأ( أخطى راسي و اضرب) أو مبدأ (نفسي نفسي) و أنا الذي سجنت و عذبت مع الآلاف غيري من أجل هدف واحد آمنت وآمن به كثيرون (و ما زالوا فيما أحسب) ألا وهو إحترام كرامة الإنسان بأبعادها كلها و تحريره؟ !</p> <p>ما ينفع يا أخي الكريم إنخراطي في الأحزاب المعترف بها والسلطة في بلدي لاتسمع و لا ترى إلا ما يتفق مع فكرها و لا يوقفها شيء إسمه حرمات؟</p> <p>. يا سيدي ما فائدة الإنجازات( رغم إقراري الشخصي بها وسعادتي بإستفادة ملايين التونسيين منها) وهناك تونسي واحد أوأكثر تسلم جثثهم إلى أسرهم وهم إما مهشمو الرؤوس أو لا يقدر أحد من أفراد عائلاهم أن يتعرف عليها ثم يدفنون تحت جنح الظلام؟؟ ! يا أخي ما سجنت لأتحمل حدوث هذا اليوم في تونس و ما سجنت ليأتي يوم وأسكت عليه وعلى ما هو أقل منه وإن كان مقابله تفيؤ ضلال شجر الزيتون بأمان و رؤية الأحبة في بلدي الحبيب.. . قد تقول لي :</p> <p>أجبني على سؤالي؛ ما الحل لهذه الكارثة المتكلسة في الزمن لرفع المعاناة عن شريحة مهمة من التونسيين على الأقل؟ أقول لك : لي مطا لب( وهي نفس مطالب حركة النهضة والمجتمع المدني التونسي) أنا أعجز الناس على فرضها على السلطة مهما كانت هذه المطالب مستندة إلى قيم العدل و الحق( و الحق ضعيف إذا لم تسنده قوة) و لأن موازين القوى ليست في صالحي( و لا في صالح أحد) ثم إن السلطة أعجز من أن تتبناها حاليا لأنها ستفتح عليها براكين الدنيا وأبواب جهنم وهي التي أثبتت ضيقها بالرأي المخالف مهما كان مصدره.</p> <p>وعليه فإن ضعفي هذا لن يزين لي التفكير في خلاص فردي و لعب دور الشيطان الأخرس في بلدي.</p> <p>وتعيد يا أخي الهاشمي السؤال علي ثانية ما الحل؟ مالحل؟</p> <p>لا أرى الحل إلا بيد أصحابه في الداخل والخارج فإن إرتضوا لأنفسهم الخلاص الفردي و الصمت فلهم ذلك ولن أسمح لنفسي بالوصاية على أحد أو بتخوينه أو إرهابه رغم ما يعنيه ذلك من إضعاف للصف و لموقف حركة تحلم بتحقيق مطا لب لن تتحقق حاليا؛ برأيي؛ لأنها لا هي و لا المجتمع المدني في تونس قادران على فرضها في المدى المنظور مما يجعل الجميع في مأزق فحركة النهضة( التي أتشرف بالإنتماء إليها) تجد نفسها اليوم بين المطرقة والسندان : سندان إلتزامها بما دفعت من أجله الغالي و النفيس ؛ و ما تزال؛ من أجل نصرة قيم الحق و العدل و مطرقة المحنة الموجعة التي طال أمدها و توشك أن تذكرنا بطول أمد محنة القضية الفلسطينية !!</p> <p>و لا يخفى على أحد أن السلطة لعبت على عنصر الزمن لإطالة المحنة معتبرة بقولة بورقيبة (الدوام ينقب الرخام) حتى يأتي الوقت المناسب الذي تستطيع فيه بنظرها أن تفرض تصورها لحل مشكل النهضة وعلى طريقتها (طريقة الأقوى) فتلقى القبول و الترحاب من عناصرها في الداخل و الخارج على حد سواء !!! وها قد جاء الوقت المناسب برأيي لا كنتيجة للحكمة البورقيبية الدوام ينقب الرخام( لأن الرخام ما يزال بعافية و الله أعلم). ولكنه الوقت المناسب بمعناه المحبط لأحلام السلطة؛ و نعني به ما يمارس اليوم عليها من إحراجات (حتى لا أقول ضغوط) من الغرب حتى يقع طي ملف الحركة المعتدلة لتتوحد الجهود(سلطة وغربا) و تتفرغ لمجازر قادمة في تونس لا قدر الله تحت عنوان التصدي لما يسمى الإرهاب (راجع للغرض الزيارات المتعددة لمسؤولين أمريكان وإيطاليين لتونس في الآونة الأخيرة)</p> <p>فهل نفوت الفرصة على النظام برفض أي مبادرة؛؛ تصالحية؛؛ في هذا الإتجاه ولوتأكدت الضمانات ؟ أم نقبل بها و نبقى نحلم بتغير إيجابي في مواقف السلطة قد لا يجيئ أبدا؟</p> <p>و في الختام أقول : اللهم ألهمنا رشدنا.</p> <p>ولله الأمر من قبل ومن بعد و لا حول و ل قوة إلا به وحده المحيط بكل شيء و القادر عليه. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أخوك عبد الرحمان الحامدي لآجئ مقيم حاليا بسويسرا.</p> <p>ملاحظة : لا علاقة بين اللقبين إلا من باب الأخوة.</p></div> La verité absente ou exclusivement pour les intelligents. http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2443 http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2443 2007-01-25T21:45:47Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi الحقيقة الغائبة أو للأذكياء فقط !! عبد الرحمان الحامدي : إن المتتبع لما نقلته الصحف التونسية حول تصريحات وزير الداخلية يوم الجمعة 12 جانفي 2007 تعليقا على المواجهات الأخيرة بين مجموعة من الشباب وقوات الأمن الوطني وفرق من الجيش التونسي يجد نفسه مضطرا إلى طرح إستفهامات حول مصداقية ما ورد في تناوله للموضوع في دار التجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة خاصة إذا ربطنا تلك التصريحات بما نقلته صحف عالمية عبر وس - <a href="http://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='http://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>الحقيقة الغائبة أو للأذكياء فقط !! عبد الرحمان الحامدي :</p> <p>إن المتتبع لما نقلته الصحف التونسية حول تصريحات وزير الداخلية يوم الجمعة 12 جانفي 2007 تعليقا على المواجهات الأخيرة بين مجموعة من الشباب وقوات الأمن الوطني وفرق من الجيش التونسي يجد نفسه مضطرا إلى طرح إستفهامات حول مصداقية ما ورد في تناوله للموضوع في دار التجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة خاصة إذا ربطنا تلك التصريحات بما نقلته صحف عالمية عبر وسائلها الخاصة في تقصي الحقائق حول الموضوع؛ وتزداد الحاجة إلى طرح الإستفهامات إلحاحا إذا ما قارنا تصريحات الوزير تلك بالتسريبات الأولى للصحف التونسية حول الموضوع عبر''الناطقين غير الرسميين'' أو عبر ما أسمته الصحف التونسية ب'' مصادر وثيقة الإطلاع؛؛ أو عبر البيانات الأولى لوزارة الداخلية. كل من تابع الأحداث يذكر ما نشرته صحيفة ليبيراسيون بتاريخ 4 جانفي حول الطريقة التي تم بها الكشف عن المجموعة المسلحة إثر تلقي رجال الأمن معلومات عن كمية كبيرة من الخبز يبيعها صاحب حانوت مواد غذائية لم يتعود على بيعها إلا في مناسبات معلومة كالأعراس وغيرها مما جعله يتساؤل عن الأمر ويتحدث بذلك إلى أصدقاء له حتى سقط الخبر في'' آذان لا تنام.'' !</p> <p>كما قد يذكر كلكم تلك الرواية الثانية التي تحدثت عن إشتباه دورية أمنية بسيارة مدنية رفضت الإمتثال لأوامرها بالوقوف فكانت المطاردة ثم الإستنجاد بقوات أخرى بعد إطلاق النار على الدورية.</p> <p>أما ما ورد في تصريحات وزير الداخلية فقد جاء محكما ومعدا بطريقة تعطي الإنطباع بأن النية إتجهت إلى القطع النهائي مع كل الروايات السابقة حول الموضوع غثها وسمينها صحيحها وخاطئها فورد من بين ما نقلته الصحف التونسية عن تصريحاته ما يلي : '' إن الأجهزة الأمنية رصدت هذه المجموعة منذ دخولها تونس و فضلت متابعة حركاتها وتحركات عناصرها قبل الدخول معها في مواجهة مسلحة وإلقاء القبض على بعض أفرادها''</p> <p>وورد أيضا''وقد كانت المصالح الأمنية تعرف هؤلاء الأشخاص وأسماءهم وإنتماءاتهم السلفية والإرهابية وخيرت عندما دخلوا التراب التونسي ترصدهم لغاية التعرف على بقية أعضاء المجموعة في تونس وعلى أغراضهم و صلاتهم المحتملة بعناصر أخرى وأوضح الوزير أنه بمتابعة هذه المجموعة من قبل مصالح الأمن سجل إلتحاق أشخاص آخرين بها وهؤلاء معروفون أيضا لدى مصالح الأمن وهم بدورهم محل متابعة و قد بلغ عدد هذه العناصرالمنضمة 21 لتصبح المجموعة تضم 27 نفرا''</p> <p>و يضيف : '' و عندما تمركزت المجموعة متفرقة في منطقة قريبة من قرنبالية وبعدما تبين لمصالح الأمن من خلال ماتوفر لديها من معطيات وإرشادات أن المجموعة إكتملت من حيث العدد وأنها ستشرع في تنفيذ أعمالها الإجرامية وقعت محاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها بداية من 23 ديسمبر 2006 إلى غاية 3 جانفي الجاري تاريخ إنتهاء العملية بشكل تام'' تونس نيوز 13 جانفي 2007</p> <p> لقد تعمدت نقل جزءا مهما من هذه التصريحات بهدف تمكين القارئ من متابعة ما سأبديه من ملاحظات وإستفهامات حول هذه الرواية الرسمية لما حدث في بلدي.</p> <p> أولا : يبدو لي من خلال التأمل المركز في فيما وراء تصريحات الوزير وثنايا كلامه أن طريقة عرض مراحل الرواية الرسمية لما حدث تم إستلهامه من سيناريوات الأفلام والمسلسلات البوليسية التي ليس فيها Suspince أو تشويق فوردت باردة باهتة لا طعم لها بل و ممجوجة تذكرنا بسيناريوات أفلام الجريمة المصرية في الخمسينات من القرن الماضي حيث أن لا شيء يغيب البتة عن أعين وأذن البوليس وأن كل شيء يسير وفقا لعلم مسبق بكل شيء و مخطط له بعناية فائقة ومذهلة وأن أمثال هذه السيناريوات بهذا الشكل الإستعراضي و الممسرح لقدرات البوليس المطلقة في الإحاطة بالحقير والجليل مما يحدث في تونس وخارج حدودها إحاطة تامة لا تترك مجالا للمفاجآت غير السارة( و لم لا السارة كذالك) في كل ما يخص أمن المواطن والوطن بما يذكرنا كذلك بقدرات بطل أفلام الأطفال الصغار سوبر مان الذي أوتي من علم مسبق بالأمور ومن القوة مايمكنه بإستمرار من التدخل في الوقت المناسب وإحباط مخططات المعتدين و لم لا غلق ملفات الأحداث الخطيرة نهائيا لأن سوبر مان هذا مغرم بذلك أشد الغرام ويعشق العودة فرحا مسرورا سالما غانما إلى بيته ليركن للراحة الأبدية دون إنتظار الجديد لأن علمه بما سيحدث وقدراته الفريدة والمطلقة تمكنانه من كشف الجديد قبل حدوثه والتصدي له بحزم المقتدر على كل شيء !!! تلك هي إذا الصورة التي بدا لي أن خطاب وزير الداخلية يريد ترويجها عن الكيفية التي وقع بها كشف المجموعة والتصدي لها !!!</p> <p>و عليه فإنني أقترح على مخرجي بعض الأفلام الفاشلة في بلدي ولم لا في العالم أن يتنافسوا على جائزة إخراج فيلم مقتبس من سيناريو وزير الداخلية التونسي( زاد الله مخيلته إبداعا و تألقا) على أن نترك عنوان الفيلم لإختيار المخرجين ليروا أيها الأنسب لهذا السيناريو أما الجائزة فسأتركها مفاجأة لأفشل إخراج وأتعسه !!! أقول هذا الكلام من باب الكوميديا السوداء والفذلكة الرمادية التي أحتمي بها حتى لا ينفجر لي عرق في رأسي وأتوفى من فرط الهم والغم الذي ركبني و أنا أطالع بكثير من الفخر والإعتزاز هذه الرواية التي أحسست فيها أن وزيرنا وحامي أمننا بلغ درجة لا حدود لها في إحترام عقول التوانسة بحيث يستحق أن أقترح وضع إسم سيادته في مدونة غينتس لإحترام عقول البشر في الألفية الثانية للميلاد.</p> <p>كيف لا والصورة التي يرغب في تسويقها عن وزارته و رجالها صورة تفوق الخيال في قدرة أبطالها الخرافية على الإحاطة بكافة تطورات الأحداث الأخيرة من ألفها إلى يائها وهو مايفوق طاقة بني آدم مهما أوتي من الخبرة والذكاء و الفعالية !!! و تتمثل هذه القدرات الخارقة التي روج لها وزير الداخلية بصلف ما بعده صلف وعلى الطريقة التجمعية فيما يلي : ( وصبركم علي أيها القراء الكرام لأني أعلم أن فيكم من لا يطيق قراءة المقالات المطولة !!)</p> <p>أولا : رصد هذه المجموعة أثناء إختراقها لحدود البلاد قادمة من الجزائر( و هذا جيد !) ثانيا : معرفة هؤلاء الأشخاص وأسماءهم وإنتماءاتهم السلفية الإرهابية (وهذا حسن !) ثالثا قال الوزير'' وقع تسجيل إلتحاق مجموعة أخرى بالمجموعة القادمة من الجزائر وهم كذلك معروفة أسماؤهم لدى مصالح الأمن''( و هذا قريب من الحسن !) رابعا : العلم المسبق( بعد رصد تحركات المجموعة في مختلف المراحل) بالعدد وهو 27 (لاحظوا أن هذا المجموع فيه رقم7 !)( وهذا متوسط !) خامسا : يقول الوزير'' وبعدما تبين لمصالح الأمن من خلال ماتوفر لديها من معطيات وإرشادات أن المجموعة إكتملت من حيث العدد وأنها ستشرع في تنفيذ أعمالها الإجرامية وقعت محاصرتها بالتعاون مع و حدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها بداية من 23 ديسمبر 2006 إلى غاية 3 جانفي الجاري تاريخ إنتهاء العملية بشكل تام'' (دون المتوسط ؛ فيه حشو كثير وعليه بمزيد العمل و الإجتهاد) وما كتبته من تعاليق جاء نقلا عن ملاحظات أساتذتنا الأفاضل عند وضع ملاحظاتهم التقييمية لعمل الإنشاء و التعبير في مدارس بلدي تونس.</p> <p>فأي عقل بربكم تريده أن يصدق أن العملية تمت بهذا الشكل الناجح مائة بالمائة وبهذه القدرة الرهيبة على إحتواء مراحلها مرحلة مرحلة ودون غفلة حتى أنني خلت أن الوزير سيحدثنا عن تفاصيل ما أكلته المجموعة المسلحة وما شربته وما وضعته من عطور مستوردة من مكة المكرمة أو من أفغانستان وهل كانت عناصرها تستعمل لتنظيف أسنانها أعواد الآراك أم معجون الأسنان إلى آخر معزوفة التصريح المهزلة !! فبالعودة إلى بيان الداخلية الأول والثاني وإلى روايات الناطقين غير الرسميين عن مصادرهم الموثوقة و جهاتهم الرسمية ألاحظ تناقض المعلومات الرسمية و تخبطا في التعاطي مع الأحداث تحت ضغط الشائعات وروايات الإعلام العالمي بدءا بتسمي المجموعةة وعددها وإنتماءاتها وأماكن المواجهات مما يؤكد لدي وعبر التحليل الهادئ أن السلطة فعلا بوغتت بوجود هذه المجموعة وبتسلحها وبقدرتها على الصمود و التنقل في أماكن مختلفة ولمدة ليست بالقصيرة قياسا لخطورة الحدث منذ تاريخ 23 ديسمبر06 إلى حدود 3 جانفي 2007 أمام دولة بأكملها تملك من وسائل البطش ما يؤهلها لقمع أي إنتفاضة في سويعات !!</p> <p> فضلا عن كل ذلك فكم من مرة إعتذرت السلطة على لسان مرتزقة الإعلام فيها عن إعطاء تفاصيل بحجة إستكمال التحقيق مما يؤكد فرضية تفاجئها فعلا بالأحداث إضافة إلى رغبتها في التعتيم لتخرج لنا في النهاية وبعد صبر أيوب بهذا السيناريو المهزلة والذي يبدو لي أنه جزء بسيط من الحقيقة لتحفظ به ماء الوجه بعد أن كادت الأحداث الأخيرة أن تدمر أسطورة تونس واحة الأمن والأمان التي نسجت السلطة في بلدي خيوطها وتضاريسها من دموع الثكالى والأيتام و عذابات المسجونين وإستغاثات المضطهدات و المضطهدين وأنين المغتربين و المغتربات و المهمشين و المهمشات لتجعل من البلاد بلدا آمنا و لكنه على فوهة بركان غضب لا ندري متى يتنفس و ينفجر</p> <p>ويبقى الإستخفاف بعقل المواطن التونسي هو السمة الأكثر بروزا في خطاب وزير الداخلية عبر إسناد صفات الرجل الخارق للعادة لرجال مخابراته دون إعلامنا في الحقيقة عن مصادر تسلح المجموعة و كيفية دخول السلاح للبلد وأماكن إخفائه طيلة الأشهر التي سبقت المواجهات و أماكن تدربها التي سمعنا أنها تمت في الغابات المحيطة بمنطقة سليمان.مما يجعلني أميل إلى تصديق إحدى الروايتين اللتين صدرت بهما هذا المقال نظرا لقربهما من الواقع ومنطق الأمور !! و عملا بالمثل التونسي (إلي يسرق يغلب إلي يحاحي) !!</p> <p>و لعل الرسائل التي أرادت السلطة تبليغها عبر هذه التصريحات سبعة والتي برأيي يريد بها و زير الداخلية ضرب سبعة عصافير بحجر واحد هي كالتالي :</p> <p>أولا : الإيحاء وبالخصوص للعالم الديمقراطي أن نظام حقوق الإنسان في تونس ما فتئ وبتوجيه من سيادته يعمل بتلك المقولة المنصفة( المتهم بريء حتى تثبت إدانته) وعليه وحرصا على صون الحقوق و تجنب الظلم( لأنه ظلمات يوم القيامة) فإن أجهزتنا الأمنية على عادة أجهزة الدول الديمقراطية لا تحكم على النوايا بل تترصد الجناة بصبر المحقق والباحث العادل حتى تأخذهم بجريرتهم وجرمهم أوبلغة القانون لا توقف مواطنا حتى تتوفر فيه أركان الجريمة و هو ما تزعم السلطة أنها فعلته مع هذه المجموعة رغم كونها إرهابية سلفية خطيرة كما تقول !!</p> <p> فتركتها تخترق حدودنا قادمة من الجزائر ! و تركت بقية المجموعة الثانية تلتحق بها وربما سمحت للجميع بالتدرب لأشهر في جبل بوقرنين على إستعمال السلاح و تركتها تتحرك بحرية وتركتها تخطط براحتها و قبل أن تمر هذه العصابة إلى تنفيذ مخططها الرهيب ألقت عليها القبض !!! (هكذا !!)أو : * Mon œil ! كما يقول ناطقو لغة فولتير !</p> <p> كان يمكن أن يكون الأمر صحيحا لو لم يحدث ما حدث من مواجهات دموية فنصدق رواية الوزير إذ أن سنة إستباق الأمورلدى المسؤولين الأمنيين في تونس هوالذي كان يمكن( لولا الفشل الذريع هذه المرة) أن يجنب وقوع هذه المواجهات فقد جرت العادة في بلدي أن أي معلومة تشتم منها السلطة ( وعلى طريقتها) رائحة الإرهاب حتى تأتي الأوامر بالإيقاف الفوري والتحقيق الحازم</p> <p>فلو كانت السلطة فعلا على علم ببداية تحرك المجموعة وبدخولها من القطر الجزائري بالذات مع علمها كما تزعم بأسماء عناصرها وبإنتماءاتهم السلفية الإرهابية لما صبرت( كما هي عادتها في التحوط لكل شيء) حتى يحدث ما حدث عملا (وهذا ما أثبتته التجارب الحاصلة مع المعارضة طيلة عقدين من الزمن) بتلك المقولة الظالمة (المتهم متهم حتى تثبت براءته !! ) فتحول الأمر إلى مواجهات في أماكن مختلفة من العاصمة و بعض أحوازها ولمدة ليست بالقصيرة يؤكد أن الأمر فعلا تجاوز السلطة وخرج من أيدي مخابراتها وهو برأيي ما يفند مزاعمها في الإحاطة بأطوار الرواية من ألفها إلى يائها !!!</p> <p>أما المبدأ الحقوقي القائل '' المتهم بريء حتى تثبت إدانته'' والتي تريد السلطة أن توحي لنا به في تعاطيها مع عناصر المجموعة التي تزعم بأنها تعلم أنها سلفية إرهابية فمصداقية تمسكها بهذا المبدأ تتمثل في تطبيقه بإخلاص نادر !! ولمدة عقدين من الزمن مع أنصار حركة النهضة والمعارضة الديمقراطية والصحفيين و مدافعي حقوق الإنسان وبعض الجمعيات المدنية وأخيرا وليس آخرا مجموعات الشباب المتدين قبل المواجهات الأخيرة في إطار حرب نظامنا على ما يسمى بالإرهاب و في إطار الحرب الإستباقية للإبقاء على تونس واحة أمن وأمان بالمفهوم النوفمبري !!!</p> <p> فالقانون هو الفيصل كما يريد الوزير إقناعنا !! سواء فيما تعلق بأدلة الجريمة وتوفر أركانها أو في مدة الإيقاف التحفظي أو في إحترام الحرمة الجسدية للموقوفين أوفي إستقلالية القضاء وشفافية سير التحقيقات وذلك بفضل حرص سيده على أن يأخذ العدل مجراه على حد تعبيراللغة المتخشبة لإعلامنا النزيه والحر !!!!</p> <p>ثانيا : الإيحاء للأمريكان بالخصوص ( والتي كان لتونس شرف الإنخراط التلقائي والأوتوماتيكي بفضل حكمة سيادته في أجندتهم للتصدي للإرهاب) بأن لا خوف على تونس من أن تصبح في يوم ما الحلقة الأضعف في جدار التصدي له وهي التي على إستعداد ووفاء لهذا الخيار أن تسجن نصف الشعب التونسي إذا إشتمت منه رائحة التعاطف مع'' الإرهابيين'' و لو عن بعد أي عبر الإنترنت على سبيل المثال لا الحصر و ما مجموعة شباب جرجيس (مدينة جنوب شرقي القطر التونسي) الذين حوكموا بسبب دخولهم مواقع محرمة تونسيا إلا دليل بسيط على ذلك</p> <p>ثالثا : رسالة إلى الشعب التونسي : ( شد في مشومك ليجيك ما أشوم ) وهو ما يفسر تجدد الدعوة إلى إعادة إنتخاب سيادته فور إنتهاء الوزير من تصريحاته في دار الحزب الحاكم بالعاصمة بإعتبار سيادته الوحيد والفريد القادر على حماية البلاد والعباد من التطرف والإرهاب عبر التعاطي الأمني مع كل شيء وسلوك البنديتيزم**** الذي بدأ يفرخ ''إرهابا'' أوعبرتجفيف منابع التدين الذي فرخ'' تطرفا في الدين'' وعليه فليس هناك أفضل في تونس كافة من سيادته لحماية الحمى و الدين وإلا فإن نشر الديمقراطية في تونسنا سيكون سببا في سيطرة الفكر الماضوي والرجعي وعودة البلاد قرونا إلى الوراء وعلى الشعب أن يفهم أن ديمقراطية العصا لمن عصى هي الكفيلة وحدها بحماية العباد والبلاد ولا حل آخر غير بقاء الأمور على حالها برعاية عباقرة صانعي السابع من نوفمبر وواقعيتهم الفذة !!</p> <p>رابعا : رسالة إلى المعارضة : حذار من أن يصل بكم شعور الإحباط من جراء مانذيقكم إياه ليلا نهارا من قمع و تهميش إلى التفكير في حسم الخلاف السياسي بالسلاح فيصيبكم ما أصاب هذه المجموعة السلفية الإرهابية المجنونة التي تطاولت على أولياء نعمتها (عفوا أولياء قمعها) فحملت السلاح ضدهم إلا أنها لم تفلح فرجالنا بالمرصاد التام لكم ولهم ولهم تلك القدرات الخارقة التي أسوقها لكم بكل أمانة( أنا وزير أمن تونس العهد السعيد) وهي قدرة بموجبها يتم الإطلاع على نواياكم وبرامجكم إن كانت تتبنى الإرهاب أم لا كوسيلة للإحتجاج فيتم حينئذ القضاء عليكم في الإبان وبفعالية واكتفوا بدور الكلاب التي تنبح على القافلة وهي تمر وإن كان ذلك في الأصل يزعجنا و يؤرقنا .لكننا نكتفي من جهتنا بمداعبتكم فقط وذلك عبر ترويعكم وتعنيفكم وإهانتكم مع سماحنا لكم بحق الحياة والبقاء !!</p> <p>خامسا : رسالة إلى حامي الحمى و الدين : نحن تربية يديك وثمرة من ثمار شجرتك الكريمة المباركة و فرع من فروعها إ نتصرنا أخيرا بالضربة القاضية على المجموعة السلفية الإرهابية وهذا من وحي نجاحك و نصرك المبين على حركة النهضة وعلى معارضيك لاخوف عليك وعلى تونس بعد اليوم ! إهتم أنت بالإنشغال بمرضك و بمتابعة أخبار أصهارك الذين أطلقت أيديهم في البلاد وجنيت قلة النوم بسببهم وإهتم بمتابعة أخبار الصراعات من أجل خلافتك و واصل على بركة الله و بتوفيق منه ترصد من قال فيك كلاما جرح شعورك أوأثار غضب سيادتك</p> <p>إثأر على عادة الكرام لشخصك ممن إستنقص من هيبتك و شكك في دكتوراك الفخرية التي حصلت عليها من جامعات أوروبا بقوله( إنك باك موان تروا )** ( و أعني به المارق ! حمة الهمامي) أو نقد سياستك الخارجية بمقارنتك برئيس الكيان الصهيوني آرييل شارون( وأعني به المتهور ! محمد عبو) (عجل الله فرجه هذه من عندي و ليست من عند الوزير) أومن تجرأ على منافستك شخصيا في الإنتخابات دون رضاك (و أعني به المشاكس ! المنصف المرزوقي) و تحسس مسدسك إذا ذكر أمامك إسم( الإرهابي ! راشد الغنوشي) وإخرب بيت العلاني صاحب شركة باتام لأن أجهزة التنصت على المكالمات الخاصة أبلغتك في يوم ما أن الرجل نعتك( بالبهيم). و أخيرا و ليس أخرا إقطع رزق رجل الأمن الذي أبلغتك نفس الأجهزة قوله إبان الأحداث الأخيرة''هم يكدسون الثروات و نحن نحميهم''تونس نيوز 11جانفي 2007</p> <p> فحري برئيس دولة أن يهتم بكل ذلك وهي من عظائم الأمورالتي لا ينبغي السكوت عليها ففيها تهديد لإستقرارالبلاد وأمنها وسجن أصحابها عدل وهذا من أولويات السياسة فلك من الهموم مايكفي ونحن أحسن من ينوب عنك في مواجهة الإرهاب وظاهرة التدين وقمع المعارضة ومتابعة مشاريع التنمية بوليسيا في مختلف المجالات نم قرير العين و ضع في بطنك بطيخة صيفي وأترك لنا الباقي فنحن له أهل وبه جديرون !! لذلك ولغيره نستحق من سيادتكم لفتة كريمة تبقي بها على مناصبنا بعد الذي حدث في تونس و نعدك بمزيد من سفك الدماء وبمضاعفة عدد ضحايا التعذيب !</p> <p>سادسا : رسالة إلى إعلام المعارضة والصحافة العالمية : ظهر الحق وزهق الباطل وقلنا الكلمة الفصل وليخرس الشامتون والمغرضون الذين يريدون بالبلاد سوءا وها هو كشفنا للحقيقة يسفه أحلامهم المغرضة ويكذب إختلاقات الصحافة الأجنبية المدعومة من دوائر مشبوهة تريد المس من سمعة البلاد وأمنها وإستقرارها وتقويض المعجزة الإقتصادية بضرب مصالحنا وضرب السياحة والإستثمارات الأجنبية فلا يوجد في تونس إرهاب أصلا وإن وجد فهو القاسم المشترك مع أكبر الديمقراطيات في العالم وهو دليل على أن بلدنا ينتمي لهذه الديمقراطيات التي أكل الحسد شراذم ممنليس لهم ضمير من الخونة والمرتزقة في محاولة يائسة لحرمان التونسيين من نعمة الإستقرار والأمن وحقوق الإنسان والديمقراطية والرفاهية !!!</p> <p>سابعا : في الحقيقة وقف بي القلم عند حد هذا الرقم العقبة على مثال القائل( وقف حمار الشيخ عند العقبة) فلم أجد ما أضيفه لإتمام الحديث عن العصفور السابع الذي أراد الوزير ضربه بتصريحه هذا والظاهر أن رقم سبعة نحس علي وأعترف بأنه غلبني و عطل حركة التفكير في ذهني و أوقفها !! ولا أظن غير صانعه قادر عليه لأنه صانع أمجاده في بلدي تونس !!</p> <p>هذه خلاصة ما جادت به قريحة مشاكس و'' جلطام تونسي'' *** يكره الحمقى والأغبياء و الكذابين ويتمنى أن يخلص الله منهم البلاد والعباد وأن لا يبلونا الله بهم من جديد آمين !! والسلام عليكم !!</p> <p>لاجئ بسويسرا E-mail : abder58@hotmail.com</p> <p> *Mon œil ! إستعارة فرنسية تستعمل مع الإشارة بالسبابة إلى العين للتعبير عن عدم تصديق الشخص لما يقال له و يقابلها في اللهجة التونسية مصطلح(دويو). **باك موان تروا : لغير العارفين باللغة الفرنسية معناه بكالوريا ناقص ثلاثة بالفلاقي( سنة رابعة تعليم ثانوي). *** الجلطام في اللهجة التونسية : هو الذي يبحث عن المشاكل بإستمرار(ربي يهديه) ! ****البنديتيزم Le banditisme هوشغل العصابات في بلد القانون والمؤسسات عبر الإلتجاء إلىميليشيات الحزب الحاكم و منحرفي الحق العام والعاهرات للتصدي لأحرار البلاد والمعارضات !</p></div> Les média officiels et les affrontement armés : point de vue https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2442 https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2442 2007-01-25T21:44:16Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi رأي في تعاطي الإعلام الرسمي مع المستجدات الأخيرة عبد الرحمان الحامدي : لن أضيف جديدا إذا قلت بأن الأخبار الرسمية المتأخرة حول ما حدث بين 23 ديسمبر و3 جانفي 2007 في بلدي من مواجهات مسلحة بين مجموعة من الشباب و قوات الجيش والأمن التونسية جاءت في جانب منها تحت ضغط الشائعات داخل الوطن وتحت ضغط الكم الهائل مما نشر في و سائل الإعلام العالمية فطلعت علينا الصحف التونسية بتقارير و مقالات صحفية متأخرة نسبيا تعكس ح - <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='https://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>رأي في تعاطي الإعلام الرسمي مع المستجدات الأخيرة</p> <p>عبد الرحمان الحامدي :</p> <p> لن أضيف جديدا إذا قلت بأن الأخبار الرسمية المتأخرة حول ما حدث بين 23 ديسمبر و3 جانفي 2007 في بلدي من مواجهات مسلحة بين مجموعة من الشباب و قوات الجيش والأمن التونسية جاءت في جانب منها تحت ضغط الشائعات داخل الوطن وتحت ضغط الكم الهائل مما نشر في و سائل الإعلام العالمية فطلعت علينا الصحف التونسية بتقارير و مقالات صحفية متأخرة نسبيا تعكس حقيقة الأمراض المزمنة لصحافة آلت على نفسها أن تستمر في الإستخفاف بعقل المواطن والإصرار على تكريس واقع الحال</p> <p>ذلك بأن الأحداث الخطيرة التي حدثت لن تحير ساكنا لدى سلطة تعودت على إنكار حقائق المشكلات وجوهرها بإرتياحها إلى خيار التعاطي الأمني مع كافة مشكلات المجتمع متحصنة بالآلاف المؤلفة من رجال الأمن وميليشيات الحزب الحاكم و منحرفي الحق العام ومحتمية بخطاب متخشب طغت عليه ديماغوجيا مقيتة حتى في أخطر الأحداث كتلك التي شهدتها البلاد مؤخرا ولست أرغب في ولوج مسارب التحذير من طرق التعامل الإعلامي والأمني هذه مع المستجدات والتي درجت السلطة منذ عقود على التعاطي معها بمثل هذه الكيفية مما أصبح يشكل تقليدا و تراثا أرسى قواعده الحزب الحاكم منذ توليه السلطة بعد خروج الإستعمار بحيث أصبح خطا مميزا في التعاطي مع الأحداث في بلدي جليلها حقيرها رغم بعض المحاولات الجادة لصحف معارضة أو مستقلة سعت إلى الخروج عن هذا الخط وهذه النمطية لكنها لم تتمكن من البقاء والإستمرار بسبب من هيمنة السلطة على كل شيء و فرض خطها العام في الإعلام و السياسة بما أصبح ليس خافيا على أحد !</p> <p>و لعل أبرز سمات التعاطي المستخف بحق المواطن في إعلام شفاف يتمثل في :</p> <p>أولا : التعتيم وإخفاء الحقائق المتصلة بما يدور في المجتمع مما يهم المواطن أو يهدد حياته مما نمى ثقافة الإشاعة التي لا دور لها سوى بث البلبلة والريبة في صفوف المواطنين بل و قوض أي مظهر من مظاهر ثقة المواطن في الإعلام الرسمي وفي مصداقيته وهو إعلام لم يع بعد أن ثورة الإتصالات كفيلة بالتخفيف من حدة أي حصار متعمد على أي معلومة بما يوحي بتلك الغيبوبة عن واقع الحال بسبب من رغبة جامحة للإستفراد بالتعاطي الفوقي والإنتقائي مع كل شأن من شؤون الوطن</p> <p> إن واقع ثورة الإتصال كان من المفروض أن يؤسس في تونس لإعلام نزيه يزيد من حظ تونس في المساهمة المتحضرة في هذه الثورة بدل تلك المساعي التي جيشت السلطة من أجلها جحافل مما يسمى اليوم تجوزا ببوليس الأنترنت وحجز المواقع والمدونات من أجل محاولات غبية لمنع المعلومة فتكون بذلك كمن ينفخ في قربة مقطوعة بل وصل الأمرإلى قطع خدمات الموزع البريدي على الأنترنت و هرسلة الصحافين في محاولة أخرى يائسة بائسة تذكرنا بذاك الذي يصارع دون كلل أو ملل طاحونة الريح !! ثانيا :السمة التالية في التعاطي الإعلامي مع الأحداث الأخيرة تتمثل في تبرير التعتيم الإعلامي لما حدث بضرورات أمنية وكأن عملية التعتيم هذه تحدث لأول مرة في تونس إذ سبقها التعتيم على حادث تفجير معبد الغريبة بجربة وعمليات إستئصال حركة النهضة في تونس تحت جنح الظلام و أحداث قفصة وأحداث الخبز في 84 و ممارسات التعذيب المتواصلة منذعقدين وحتى لحظة كتابة هذه السطور و الحملة على الحجاب و تدنيس القرآن الكريم و التصدي العنيف للمظاهرات و مطالب الأحرار و إستمرارعتقال ما قيل بأنهم من السلفيين حتى أن العدد فاق بحسب جمعية الدفاع عن المساجين السياسيين الخمس مائة والقائمة لا تكاد تنتهي مما يرسخ فكرة أن هذه الطريقة في التعاطي مع واقع الأمور هو خيارممنهج عن وعي يعكس تلك النظرة الدونية للمواطن من سلطة مستعلية بما تملكه من نفوذ أمني وطابور خامس من مرتزقة الإعلام الذين يأتمرون بأمرها في الدعاية لأمر أو التعتيم عليه. ثالثا : السمة الثالثة تكمن في أسلوب المناورة المفضوحة والخداع عبر اللعب على عنصر التخويف بما هو أسلوب سلطة سبق وأن شبهت في مقال سابق لي فهمها للحياة على أنها حلبة صراع بينها و بين مواطنيها لا يهدأ لها بال حتى تؤتي اللكمات المتتالية التي تسددها إليهم أكلها فتهزمهم بالضربة القاضية فكأن الساحة ساحة حرب تلعب فيها المناورة والخديعة لعبتها فجاءت المعلومات المتعلقة بالأحداث الأخيرة منتقاة بعناية رغم تناقضها بدءا بإنتماء المجموعة و تسميتها التي راوحت بين عصابة مخدرات خطيرة وعصابة إجرامية ومجموعة مجرمين خطيرين ثم تحولت إلى عصابة إرهابية ثم إلى مجموعة سلفية وقبلها جماعة الدعوة و القتال القاعدية وهوما يعكس تخبطا واضحا أمام ضغط الإشاعة وحديث الصحافة الدولية . كما وقع التركيز في الأثناء عن نواياهذه المجموعة متمثلة في الحديث عن رغبتها في زعزعة الإستقرار و ضرب مكاسب الوطن المادية كالمواقع السياحية وغيرها مع عدم نسيان تمجيد قوات الأمن و يقضتها ونجاحها في إحباط المحاولة و القضاء عليها وغلق الملف نهائيا و إحتواء الوضع و السيطرة عليه وإستتباب الأمن وعودة الإرتياح والطمأنينة إلى الشعب بعد عودة قواتنا إلى قواعدها سالمة غانمة إلى آخرالمعزوفة بما يذكرنا بالخاتمة المحبوبة التي كان يطلبها منا معلمونا الأفاضل في الإنشاء عندما كنا صغارا وهي ( ورجعت فرحا مسرورا !!) هي إذا النهاية السعيدة التي يقف كل شيء بعدها دون حراك و دون تخطي ما حدث إلى ما هو أبعد ودون الإتيان إلى ذكرالأسباب التي أصبحت غير خافية على المواطن بفضل إعلام المعارضة التونسية عبرالأنترنت أساسا و القنوات الفضائية التي والحق يقال ساهمت في الرقي بالوعي السياسي و الديني و المعرفي للمواطنين التونسيين و للعرب عامة والتي لم تملك لها السلطة قدرة عدا الضغط عبر القنوات الديبلوماسية(مثال قطع العلاقات مع دولة قطر بسبب قناة الجزيرة و موضوع الحجاب على سبيل المثال).</p> <p>رابعا : تبسيط ما حدث و تسطيحه بالحديث عن كون الأمر حادث عابر و إعتبار أن تونس ليست إستثناء( أنظر مقالي أسيا العتروس و صالح عطية على جريدة الصباح ونشرتهما الوسط التونسية) ضاربين بعرض الحائط بخصوصية الحدث في تونس وأسبابه الظاهرة و العميقة و كأن الأمر لن يتكرربالقضاء على أصحابه و تقويض خططهم ! ولئن كان الهدف من هذا التسطيح في بسط المشكل بما يكرس ديماغوجيا الخطاب الإعلامي في تونس هو القطع مع الإشاعة كهدف تكتيكي لم تجد السلطة منه بدا لطمأنة مواطنيها إلا أنه سرعان ما يتبين تهافته على المدى المتوسط لأنه إذا لم يقع تشريك المواطنين وأطراف المجتمع المدني دون إستثناء في توصيف أسباب ما حدث و إيجاد الحلول فإن نفس هذه الأسباب التي لا يبدو من السلطة رغبة في سماعها (أنظر مثلا بماذا أوصى سيادة الرئيس السيد محمد بوشيحة لحماية الشباب التونسي من التطرف و الإرهاب) هي التي ستعيد إنتاج العنف مهما كانت درجة الإحتياطات الأمنية للسلطة لتجنب إعادة حدوث ما حدث.</p> <p>خامسا : التجييش و التعبئة بالحديث عن ضرورة إلتفاف المواطنين حول الدولة ومؤسساتها وعدم الوقوف موقف المتفرج وهو في رأيي مفارقة أخرى من مفارقات السياسة الميكيافيلية جمعت بين نقيضين هما إدعاء الإعلام أن الملف أغلق بفضل يقضة رجال الأمن من ناحية و من ناحية أخرى إلتماس العون من المواطن عبر ما أسميه بفلسفة مفهوم الصبة (الوشاية) و إعطائه معنى جديدا كما ورد في جريدة الصريح التونسية التي كانت أول من أشار إلى الصدامات المسلحة في تونس مما يرسخ فكرة المواطن ــ المطية بسبب واقع الحال تلك المطية السهلة الركوب إذا إحتاجت السلطة إلى ذاك المواطن المطية في الوقت المطلوب تستعمله وتطلب العون منه في علاقة تشييئية و إنتهازية مفضوحة بإسم مصلحة الوطن؛ هذه المصلحة التي لا تذكر و لا نسمع للسلطة فيها ركزا إذا تعلق الأمر بأمور مصلحية أخرى كمطالب المعارضة في تشريك المواطن( التي تلتجئ إليه في ظروف الأزمات) من أجل تشريكه في الخيارات الكبرى المتصلة بالشأن العام على عادة الدول الديمقراطية مما يدفع إلى طرح السؤال التالي : لماذا لم يقع الحديث في الإعلام التونسي مثلا عن هذه المصلحة إذا تعلق الأمر بالنهب المنظم لثروات البلاد وغياب الشفافية في تصريف أموال الدولة و الصفقات التجارية المشبوهة و ضرب المعارضة وإستفحال أزمة البطالة و حصار الإعلام و هرسلة الإعلاميين و قطع الأرزاق و التعذيب و محاربة الحجاب و تواصل الإعتقالات السياسية ؟؟ ! أم أن للمصلحة في ذهن السلطة معنى واحد لا غير؟؟ !</p> <p>إن المطالبة بالإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها للذب عن البلد وحمايته يعكس في رأيي تلك الإزدواجية في الخطاب و الممارسة والكيل بمكيالين و هو في الحقيقة إلتفاف تريده منه السلطة تواصل و اقع الحال و حماية صانعيه ! بل ذهب الأمر بأحد مرتزقة الإعلام في الصباح الإسبوعي إلى القول بأن(كل ما نأمله هو أن تكون هذه الأحداث حافزا لمراجعة كل الأحزاب السياسية لمناهج عملها فتقوم بدورها المطلوب لتطوير البلاد سياسيا و إجتماعيا و إقتصاديا بعيدا عن المزايدات) هكذا !!( تونس نيوز7 جانفي07 )مما يبدو معه تحميل مسؤولية التقصير في تجنب ما حدث في البلاد لها !!</p> <p>سادسا : Le déplacement وهو ميكانيزم من ميكانيزمات الدفاع الذاتي المرضي بحسب نظرية التحليل النفسي الفرويدي والذي يلوح بوضوح في الخطاب الإعلامي التونسي في الأزمات بحيث يقع إما البحث عن كبش فداء أو تحميل مسؤولية التقصيرلأطراف داخل السلطة أو خارجها من المعارضة الرسمية و غيرها(عد من جديد إلى توصيات سيادته لبوشيحة( حزب الوحدة الشعبية) بحيث يقع البحث في أسباب وهمية للأزمات وتحويل لب المشكل عن مساره الصحيح وتكون النتيجة في النهاية دوام الحال و إستمراره (أنظر على سبيل المثال لا الحصرإستمرار مسلسل محاصرة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان صبيحة الإعلان عن السيطرة التامة على المجموعة المسلحة و غلق ملفها !!)</p> <p>هو إذا منطق الحفاظ على المصالح الآنية والمنافع المادية لا غير الذي يحكم سلوك الدولة في تونس بما يعني أن تعاطيها الجديد القديم مع الأزمات لا يؤشر على أن التغيير و التطوير قادمين وأن المواطن الذي يطلب منه الإلتفاف للمساهمة في التصدي إلى الأخطار المحدقة هو ذاك الذي غيبته السلطة طيلة عقود من المساهمة الفاعلة في إختيارات بلده مما يجيز لي الإستمرار في الحديث عن طبيعة متكلسة لعقلية إستبدادية لا يبدو أنها ستنفصل عن طبيعتها بالثورة عليها ووضع المواطن الذي تلتجئ إليه اليوم نصب أعينها عبر صون كرامته و إحترام عقله و الإعتراف بقدراته وبرشده و رشاده عبرتشريكه بفعالية و ترقيته قبل أن يفوت الأوان مادام في البلد بقية من أمن و أمان !!</p> <p>لم و لن تجدي الأيادي الممدودة منذ زمان إلى السلطة؛ ولا دعوات المصالحة و لا تدخلات الشخصيات العالمية ولا بعض الدول ولا تيار الدمقراطة في العالم لدفع السلطة في وضع سياساتها و خياراتها تجاه المعارضة وحقوق الإنسان موضع تساؤل ولم تجد التحذيرات أذن تسمع ولا استشرافات النخب المذكرة بحتمية السنن الإجتماعية القاسية و التي يقول منطقها إن الضغط يولد الإنفجاروالإنفلات وأن الأمور لا يمكن أن تستمر على ماهي عليه إلى ما لا نهاية</p> <p> فمخاوف السلطة التي لا حدود لها من أي إنفتاح حقيقي على المعارضة الحاملة لهموم المواطن وحالة الفوبيا السياسية و إنتكا سة رموزها المفضوحة على المنافع المادية والمصالح الفئوية مع إقتران ذلك بذهنية إستبدادية بينت أن السلوك اللآعقلاني إن جاز التعبير هو الطابع المميز لتفكير السلطة و منظريها وهو ما يفسر برأيي و إلى حد كبير هذا التخبط علىمختلف المستويات و منها مستوى الخطاب الإعلامي مما يجعلها خارج التاريخ و الواقع في سبات مومياء الفراعنة وغيبوبة إنسان العصر الحجري و قد تحتاج لكي تستيقظ من كل ذلك أن ترى البلد لا قدر الله غارقا في الدماء لتعي الدرس ونحن كتوانسة في غنى فيما أحسب عن تكرار تجارب الغير. أوقد تكون السلطة بحاجة إلى أن تجد نفسها يوما و قد جرف البلاد تيارالفتنة لا قدر الله (و التي تصر السلطة على إنكار أن من بين علاماته الأحداث الأخيرة)إلى الرحيل القسري و تبوؤ قرار مزابل التاريخ !! و الأجدى بها (وهي القادرة على ذلك إذا أرادت) أن تواجه مخاوفها وحالة الفوبيا السياسية المستبدة بها منذ عقدين من الزمن( والتي قد تتفاقم بفعل الأحداث الأخيرة ليزداد الإندفاع الأعمى نحو الحلول الأمنية) عبر القيام بمبادرات وتنازلات ( أعترف بكونها لن تكون سهلة بالمرة بل ستكون مرة و مؤلمة) وفسح مجال أرحب للمواطن وهو رأس المال في إطار عقد جديد وآليات تعامل تقطع الطريق أمام عودة الإستبداد وتوحد الجميع من أجل تونس و تحفظ البلاد و العباد ! و قد تكون بادرة الأخ زيد الدولاتلي حفظه الله التي كان أرسلها من سجنه نموذجا لمصالحة بين جميع التوانسة تلك المبادرة المرتكزة على عفو قلبي يتم بموجبه طي صفحة الماضي و جبر الأضرار و التعاقد من جديد على ميثاق شرف تسع به تونس كل التونسيين ! فاللهم إجعل تونس بلدا آمنا وارزقه من الثمرات وأصلح اللهم بال الجميع بما يجنب فلذات أكبادنا المصير الأسود و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.</p> <p>سويسرا في 11 جانفي 2007</p></div> L'exécution du président https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2430 https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2430 2007-01-11T18:40:01Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi إعدام الرئيس عبد الرحمان الحامدي : بوش...بوش...إسمع زين...كلنا صدام حسين ! تذكرت هذا الشعار و أنا أشاهد مع ملايين البشر من أبناء و بنات أمتنا والعالم عملية إعدام الرئيس السابق لدولة العراق؛ شعار رفعه حشد من العراقيين و هم يلتفون حول رئيسهم إثر ظهوره المفاجئ في إحدى شوارع العاصمة بغداد بعد فترة إختفاء إثر الغزو الأمريكي البريطاني الثاني للعراق.. و تساءلت في قرارة نفسي وأنا أرى حبل المشنقة يلتف حول عنق الرئي - <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='https://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>إعدام الرئيس</p> <p>عبد الرحمان الحامدي :</p> <p>بوش...بوش...إسمع زين...كلنا صدام حسين !</p> <p>تذكرت هذا الشعار و أنا أشاهد مع ملايين البشر من أبناء و بنات أمتنا والعالم عملية إعدام الرئيس السابق لدولة العراق؛ شعار رفعه حشد من العراقيين و هم يلتفون حول رئيسهم إثر ظهوره المفاجئ في إحدى شوارع العاصمة بغداد بعد فترة إختفاء إثر الغزو الأمريكي البريطاني الثاني للعراق.. و تساءلت في قرارة نفسي وأنا أرى حبل المشنقة يلتف حول عنق الرئيس عن مدى إيمان الشعب العراقي بهذا الشعار وأنا الذي إعتقدت بسذاجة المواطن العربي الحالم بخلاص الأمة مما هي فيه أن الجيش العراقي ستكون له جولات و صولات في التصدي للغزاة في مرحلة أولى وأن الحرس الجمهوري بولائه المطلق للرئيس وبما لديه من أسلحة متطورة و بما أنفق عليه حزب البعث العربي في العراق من أموال طائلة لتدريبه أحسن تدريب سيكون الورقة الرابحة في الأخير لتلقين الغزاة درسا لن ينسوه في قدرة الأمة على كبح جماح الغطرسة الأمريكية في المنطقة. كان هذا حلمي ! وتمضي الأيام ويختفي قائد القوات العراقية المسلحة و صانع أمهرنخبة قتالية في تاريخ العرب؛ و أعني به الحرس الجمهوري؛ ليقع الإعلان فيما بعد عن العثور عليه في حفرة !! وفي هيئة إنسان العصر الحجري !! و لا أخفي عليكم حينئذ تلك الأحاسيس المتناقضة التي حاقت بي وأنا أشاهد جنديا أمريكيا يفحص الرئيس العراقي كما يفحص شاة ! و كانت الرسالة وا ضحة للأمة : هذا نبيكم الذي آمنتم بأن يعيد أمجاد أمتكم؛ ها هو اليوم ذليل بين أيدينا؛ نحن سادة العالم؛ فلا نبي لكم بعده !!! لم أستطع حينها أن أميز بالتحديد حقيقة مشاعري لأني و ببساطة لم أجد الكلمات المناسبة للتعبير عنها؛ فأطلقت العنان لعقلي و تساءلت أين الجيش العراقي؟ وأين تلك النخبة من رجال الحرس الجمهوري المسلحة تسليحا جيدا و الذين روى الناس عنهم الأساطير في درجة الولاء لصانع عزهم الرئيس صدام حسين؟ أسئلة لم أجد لها سوى إجابة واحدة من شيخنا راشد الغنوشي وهي أن السبب قد يكون متعلق بخيانة من لدن هذه القوات؛ وهو ما قوى في ذهني؛ وأنا الجاهل بتعقيدات الوضع في العراق؛ إحتمال و قوع صفقة بين هذه القوات والقوات الغازية ! خلاصتها باللهجة التونسية( بينكم و بينو) أي( المشكلة بينكم و بين صدام) أتركونا بسلام و خذوا ما جئتم لأجله ولكم منا السلام ! حقيقة مرة قد لا يقبلها البعض من أبناء الأمة من الذين يعسر عليهم هضمها والتي ذهبت بأحلامنا جميعا أدراج الرياح؛ كما يعسر عليهم بالنتيجة مواجتها بآثارها المحبطة في النفوس وهو ما ينبغي في رأيي أن نفعل عكسه : أي نواجه الواقع بمرارته حتى نساهم مع الأمة في إستخلاص ما يمكن أن يساعدنا على المضي إلى الأمام !!</p> <p>كان أول محاولة مني لمواجهة هذه الحقيقة المرة وجها لوجه طرح السؤال التالي ببساطة : ماالذي جعل قواتنا هذه تتخلى و بشكل غير مفهوم ولأول و هلة عن الزعيم الذي صنعها بيديه؟ مالذي جعل هذه القوات التي يدعو الرئيس الراحل عناصرها في خطبه ب ''أيها النشامئ'' و التي تربت على الولاء المطلق للزعيم وعلى معاني الفداء والبطولة والرجولة إلى آخره؟ مالذي جعلها تبخل عليه و على العراق بالغالي و النفيس؟ ! ماالذي جعلها لا تقدم أنفسها فداء لحماية أرض العراق و زعيمها من الغزاة و هو ما فعلته بشجاعة نادرة عندما قلبت موازين القوى لصالح العراق إثر إحتلال القواة الإيرانية لميناء البصرة إبان الحرب الإيرانية العراقية؟ إذ من باب أولى وأحرى أن تقوم بأكثر من ذلك إذا تعلق الأمر بمن صنفتهم النخبة بأعداء الأمة الحقيقيين وأعني بهم الأمريكان و أذنابهم كما يقال في لغة التخاطب السياسي !! الإجابة الصحيحة والكاملة عن هذا السؤال بيد العليم وحده و قد يكون جزء منها بيد من عايشوا تلك الفترة عن كثب وإطلعوا على خيوط اللعبة كما يقال و تشابكاتها و خفاياها. لن يمنعني هذا من أن أدلي برأي قد لا يوافقني فيه الكثيرون وقد يحتمل لدى البعض وجها من الصدق و يبقى الغرض في الختام مساهمة مني متواضعة في تشخيص بعض مما تعيشه الأمة و فهمه عسى ذلك يساعد قليلا ! إذا إتفقنا على أن من بين أسباب المصير الذي لقيه الرئيس العراقي هو تخلي من و ثق فيهم دوما و حملهم أعباء حمايته الشخصية و حماية البلد في الأوقات الصعبة؛ أمكن لي طرح الأسئلة الإستفهامية التالية؟ أولا :هل أن التخلي عن صدام حسين كان بسبب موقف سياسي و إنساني من قبل قيادات القوات المسلحة العراقية هدفه تجنيب البلاد أنهارا من الدماء أمام عاملين إثنين هما : إختلال موازين القوى مع الغزاة خصوصا بعد حصار شامل للعراق دام سنوات و لم ينج من آثاره المدمرة عراقي بما جعل الدفاعات المعنوية والروح القتالية للجيش و نخبته تصاب بالضمور و الفتورخصوصا بعد تجريد العراق من أسلحته؟ ثانيا تصميم القيادة السياسية الأمريكية هذه المرة على إسقاط النظام العراقي بأي ثمن خصوصا و أنها تراجعت عن ذلك لحسابات؛ ليس هنا المجال للحديث عنها؛ إبان الغزو الأول للعراق عند ما و صلت القوات الأمريكية بقيادة شوارزكوف إلى مشارف بغداد..</p> <p>بعيدا عن الإيغال في تبني نظرية التآمر لوحدها والتي إعتادت جملة من النخب العربية تحليل ما يحدث للأمة من خلالها بإعتمادها كقميص الخليفة عثمان إبن عفان في النظر للنكبات و تعليق كل ما يحدث للأمة على شماعة الغرب !!! وبعيدا عن أهمية العراق والمنطقة عموما من الناحية الإستراتيجية لضمان تدفق البترول و أمن الكيان الصهيوني مما جعلها محط الأطماع المتواصلة و خطط الهيمنة. و بعيدا عن ردات الفعل و لغة البيانات التنديدية بعملية الإعدام على أيدي ممن صنفوا بأعداء الأمة وعملاؤهم بالعراق وبغض النظر عن توقيتها و كيفيته. وبعيدا عن لغة الرثاء والتمجيد لشخص الرئيس الفقيد والتي تندرج في إطار لملمة الجراح و التنفيس عن الشعور بحالة عامة من المشاعر إختلط فيها الإحساس بالظلم والغبن والقهر واليأس من حكام أصروا على لعب دور المتفرج في حق رجل تجرأ على ما خلنا لعقود أن لن يتجرأ عليه أحد وهو تحدي الممنوعات الدولية و قائمة الخطوط الحمراء التي وضعها سادة العالم الحاليين لضمان إستمرار الهيمنة التي يسمونها زورا و بهتانا السلام العالمي أو الإستقرار و السلم الدوليين !!</p> <p> فصدام حسين عانق بعضا من أحلام الأمة عندما تجرأ على ضرب الكيان الصهيوني بما طوره من صواريخ الحسن و الحسين و العباس؛ في إطار من توازن الرعب؛ وبذالك ضرب ومن جديد أسطورة الجيش الذي لا يقهر وسعى لإمتلاك ما يسمى بالأسلحة المحرمة دوليا إلا على الصهاينة من أجل إعادة توازن الأمة عسكريا مع الكيان الصهيوني وخلط الأوراق من جديد في المنطقة كما شجع الحركة العلمية و تضامن مع القضية الفلسطينية ومول؛ على عادة الأنظمة القومية فصيلا أو فصائل منها؛ مع إقصاء فصائل أخرى؛ ورعى أسر بعض الشهداء؛ ومد يد العون والمساعدة إلى الشعوب العربية؛ و فتح أبواب العراق لكافة العرب ؛ و أمم صناعة النفط في بلده و حقق نوعا من الرفاهية لذلك و لغيره كانت ردود الفعل التي أتبعت عملية الإعدام تعبيرا آليا وطبيعيا تجاه رجل بهذا الحجم؛ وهي تندرج ضمن ميكانيزمات التعويض و هو أمر مفهوم من باب ما يسمى ب Processus de deuil بإعتبار حاجة الكثيرين من أبناء الأمة إلى هذا الأمر ! إنه موعد آخر للأمة مع العزاء و السلوان والتي وصمت حياتها لأحقاب طويلة من الزمن بدءا بإنهيار الخلافة و ضياع فلسطين و مرحلة الإستعمار و وتعدد نكبات الأمة في هذا القرن و الذي قبله من البوسنة و الهرسك إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى العراق حاليا؛ والله وحده يعلم على من الدائرة مستقبلا وبأي حال لن تغادر النكبات الأمة و لن تخرج عن حياضها ولا يبدو في الأفق القريب أن الأمة ستستريح منها ولو إلى حين !!</p> <p>قلت إذا؛ بعيدا عن هذه العوامل مجتمعة في فهم ما حصل للرئيس و ما حدث ولا يزال يحدث للعراق و للأمة؛ فإني أرى و الله أعلم؛ أن جزءا كبيرا مما حدث للرجل و للعراق يتحمله حزب البعث العربي الإشتراكي بقيادة قائده صدام حسين؛ وهي تجربة عددت ما لها آنفا وآن الأوان أن أعدد ما عليها :</p> <p>لقد كان خطأ حزب البعث إستراتيجيا بكل المقاييس فهو لم يشأ من ناحية الإرتهان إلى الغرب كلية كما تفعل الإنظمة العربية الحالية بحيث مكنها ذلك من ممارسة ديكتاتوريتها على شعوبها في مأمن من التدخل الأجنبي و المحافظة في آن على عروشها بالإبقاء على مصالح هذا الأجنبي فيها.</p> <p>ومن ناحية ثانية؛ وهذا هو الوجه الثاني للمفارقة المضحكة المبكية؛ لم يحسن صدام و حزبه الإحتماء بشعبه والمراهنة عليه.بصيانة كرامة الإنسان في العراق و حفظ حرماته.</p> <p>و الذين يتحدثون عن الفتنة الحالية في العراق ويردون سبب زرع بذورها إلى الأمريكان بالتنسيق مع من يسمونهم بالعملاء من الطائفة الصفوية والأكرد يتغافلون عن حقيقة أن هذه الفتنة زرعت بذورها منذ مجيئ نظام صدام حسين إلا أنها بقيت نائمة بحد السلاح و الدكتاتورية و ذلك عندما كان حزب البعث يحكم بتلك الشوفينية المتعصبة للعنصر العربي والتي جرعت إخوتنا الأكراد الغصص تلو الغصص و شردتهم في بلدهم و في المهاجر شر تشريد أوعندما كان يحكم بتلك النرجسية و هي الوجه الآخر للشوفينية عبرضرب إخوتنا الشيعة وقتل علمائهم و مفكريهم؛.</p> <p>فالتربة كانت جد خصبة بسبب ثلاثة عقود من الإستبداد لتنتج تلك الأحقاد التي جعلت؛ على سبيل المثال لا الحصر؛ الذين وضعوا حبل المشنقة حول رقبة الرئيس لم يمهلوه؛ إنتقاما؛ حتى ينهي نطقه كاملا للجزء الثاني من الشهادة في المرة الثانية(لمن تابع شريط الإعدام كاملا يمكن أن يلاحظ ذلك بسهولة)**.</p> <p>إن الإستبداد ومركزية القرارات وحكم العصبيات و غياب الشورى من بين ما أعمى حزب البعث العفلقي* الصدامي عن إدراك حقائق التوازنات الدولية وسياسة المراحل في تغيير موازين القوى والتصدي للمؤامرات بالمناورات الحكيمة والبحث عن التحالفات الصحيحة وإعطاء الزمن اللآزم لكل ذلك والمراهنة في الأول و الآخر على الشعب وهو ما تفعله حاليا ثمان دول في أمريكا اللآتينية للتخلص رويدا رويدا ودون حرق للمراحل من الهيمنة الأمريكية وعبر المراهنة على قيمة العمل وكرامة الإنسان المواطن.</p> <p>لئن كان حزب البعث في العراق قد فهم ما يخطط له الغرب في حق الأمة وفقه إستراتيجيات الغرب الموضوعة للحفاظ على الهيمنة؛ إلا أنه؛ برأيي؛ لم يحكم إدارة اللعبة السياسية وفنونها للتصدي إلى مخططات الهيمنة وما تتطلبه من تحالفات و مشاورات و خطط !! بل و قع فيما هو محظور حقيقة عندما إستنزف شعبه و جيشه و ثروات البلد و لمدة ثماني سنوات في حرب لم أشهد مثيلا لها في الغباء بدعوى مقاومة الفرس و إسترجاع الخليج الفارسي العربي؛ وهو في الحقيقة يخدم أجندة أمريكية في القضاء على الثورة الفتية في إبانها و التي راح ضحيتها من الجانب الإيراني فقط مليون شهيد ! ثم أعاد الكرة بغزوه الكويت وإعتبارها المحافظة التاسعة عشر للعراق؛ و هو ما يفسر إلى حد كبير وبرأيي؛ عزوف الحرس الجمهوري والجيش العراقي عن الدخول في مغامرة ثالثة وإن كانت هذه المرة من أجل حماية الزعيم والقائد صدام حسين !! إن ثقافة الإستبداد التي تربى عليها أجيال من الأمة بدءا بالبيت ثم المدرسة ثم مكان العمل قد ترتبط في ذهنية الإنسان العربي بالشوفينية والنرجسية إذا إقترنت بسلطة ونفوذ كبيرين فتتحول إلى عمل سادي بشع عبر إستعمال السلاح الكيمياوي في العراق مثلا ضد الشعب الكردي؛ و الإغتيالات السياسية؛ و جدع الأنوف و الآذان؛ والتعذيب حتى الموت وإنتهاك الأعراض وحفر المقابر الجماعية التي شملت سنة و شيعة وأكرادا مما حدا بأحد المحللين إلى القول بأن الأمة لم تشهد في تاريخها الحديث و القديم ديكتاتورا أكثر دموية من صدام حسين و حزبه !! إن هذه الممارسات في حق شرائح من الشعب العراقي لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا ونحن نستعرض واقع العراق وننعى وفاة الزعيم لأن التاريخ لن يهملها وإن تعمد بعض من نخبنا إخفاءها في معرض تعدادهم لخصال الزعيم وتمجيدهم لسيرته ورثائهم له تأثرا بما يكونوا شاهدوه منكيفية إعدام الرئيس في يوم عيد وعلى أيدي أمريكية و طائفية. !!</p> <p>ممارسات البعثيين في العراق جعلتني أقول في نفسي : بأي ثمن و بأي مقابل أنجز صدام و حزبه ما أنجز؟ ثم تساءلت وأنا أطالع ما كتبه البعض عن الراحل : لو أن أحد هؤلاء كان له قريب أو حبيب من ضحايا التعذيب أو الإغتيالات السياسية أو من ضحايا السلاح الكيمياوي أو من ضحايا الأنفال(ردم الآلاف من الأكراد أحياء في خندق محفور خصيصا لهم) أو أو أو فبماذا كان سيذكر الرجل؟؟؟ !</p> <p>أقول؛ و هذا يلزمني و حدي؛ بئس الإنجازات مهما علت إذا تساوق معها دوس لكرامة الإنسان و إستباحة لدمائه و عرضه و ماله و صدق الله تعالى عندما قال ''...من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا...'' المائدة آية32 و تعسا لإنجازات يكون وقودها حرمات البشر و كراماتهم !</p> <p>إن لعنة الإنسان المداس ستلاحق أي حاكم مستبد وتلك؛ والحمد لله؛ من سنن الله في خلقه التي بدأها بنفسه سبحانه و تعالى عندما دمر أقواما بسبب ظلمهم وهو مدار كل قصص القرآن التي لم يستفد منها الظلمة في شرق الأرض و غربها مهما أوتوا من العلو و القوة ! فإذا لم يكن الإنسان هو المنطلق و هو الغاية في كل ما ينجز موصولا بالله أولا و أخيرا؛ تكون النتيجة مصداق قوله تعالى'' فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض'' صدق الله العظيم. ذهب صدام و ذهب حزب البعث و إنجازاته ! ذهب جمال عبد الناصر و ذهب حزبه و كثير مما أنجز !! و ستذهب أمريكا و عملاؤها؛ كما سيذهب الكيان الصهيوني بشهادة بعض من إستراتيجيي أمريكا أنفسهم !! إنها ثقافة القرآن التي علمتنا أن عرش الرحمان يتزلزل لظلم الإنسان أخيه الإنسان. و أنه لن تبنى حضارة أو تدوم من جماجم المظلومين؛ ودموع الثكالى و آهات المعذبين ودعوات الشيوخ و صراخ الصبية وإغتصاب الحرائر من بنات أمتنا العفيفات. و لن تقوم قائمة الأمة إلا بأناس يدركون قيمة الإنسان الذي كرمه ربه وعلمنا نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يكون التكريم؛ فيراهنون عليه على أن يكون كل ذلك موصولا بالله حتى لا تكون المراهنة عوراء فنخطئ الطريق الذي أخطأه الأمريكان والشعوب المتقدمة بمراهنتهم على الإنسان في الغرب دون وصله بالله مما يفسر ما هم فيه من تناقض و تخبط رهيب بين ما يدعون إليه من حقوق الإنسان في بلدانهم و ما يسمحون به للأنظمة؛ التي يدعمونها؛ من دوس لهذه الحقوق في حق شعوبها !! كيف لا و قد إتخذ الغرب من مصالحه ربا ومن براجماتية التعامل غير الأخلاقي نهجا و من الميكيافيلية هدفا !!</p> <p>وفي الختام رحم الله كل شهيد عراقي دون إستثناء و دون أن أزكي منهم على الله أحدا ولله الأمر من قبل و من بعد وحسبنا الله و نعم الوكيل. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.</p> <p>*نسبة إلى ميشال عفلق صاحب نظرية البعث العربي ** لمن فاته مشاهدة شريط إعدام الرئيس صدام حسين كاملا إضغط على الوصلة التالية : <a href="http://www.liveleak.com/" class='spip_url spip_out' rel='nofollow external'>http://www.liveleak.com/</a></p> <p>لاجئ سياسي مقيم بسويسرا</p></div> Stratégie du pouvoir dans l'utilisation des condamnés du droit commun https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2415 https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2415 2006-12-21T19:01:31Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi Prison prisonnier politique Abus Lire aussi première partie استراتيجية إستعمال السلطة في تونس لمنحرفي الحق العام في التصدي للأحرار )2/2( عبد الرحمان الحامدي أواصل على بركة الله في هذه المقالة الثانية مقاربتي في فهم إستراتيجية السلطة عندما تعمد إلى الإلتجاء إلى منحرفي الحق العام في مقاومة الأحرار من المعارضة في بلدي؛ و سأتناول الموضوع هذه المرة من الوجهة النفسية لما للحالة النفسية من دور في صياغة الكثير من سلوكاتنا و ردود أفعالنا في علاقتنا بالآخر. و (...) - <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> / <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot19" rel="tag">Prison</a>, <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot93" rel="tag">prisonnier politique</a>, <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot109" rel="tag">Abus</a> <div class='rss_chapo'><p>Lire aussi <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2045" class='spip_in'>première partie</a></p></div> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='https://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>استراتيجية إستعمال السلطة في تونس لمنحرفي الحق العام في التصدي للأحرار )2/2(</p> <p>عبد الرحمان الحامدي</p> <p>أواصل على بركة الله في هذه المقالة الثانية مقاربتي في فهم إستراتيجية السلطة عندما تعمد إلى الإلتجاء إلى منحرفي الحق العام في مقاومة الأحرار من المعارضة في بلدي؛ و سأتناول الموضوع هذه المرة من الوجهة النفسية لما للحالة النفسية من دور في صياغة الكثير من سلوكاتنا و ردود أفعالنا في علاقتنا بالآخر. و في المقال الأول كنت تعرضت للموضوع من وجهة أداة التحليل السياسي عبر مفهوم الإستبداد في العلاقة بالآخر. في هذه المقاربة النفسية عمدت إلى مفهوم ما إصطلح على تسميته علماء النفس بالفوبيا : La phobie و هو مفهوم يأتي ضمن كم هائل من المفاهيم و نظريات تحليل السلوك البشري ؛ و كلها تتنافس فيما بينها لبلوغ الحد الأدنى من الموضوعية في تناول مشاكل النفس البشرية و تعقيداتها من أجل معالجة فاعلة؛ خاصة إذا أثبت التشخيص الإكلينيكي للمعني بالأمر أنه بحاجة إلى علاج هدفه يبقى بالنسبة إلى مختلف النظريات؛ على تنوعها و تنوع طرق علاجها؛ تحقيق : Le bien être</p> <p> وهي حالة قائمة على التوازن و الإستقرار النفسيين و هذا يمكن من تحقيق أهداف كبرى منها إستعادة عنصر الثقة بالذات و استرجاع القوة على التصدي للمحبطات والقدرة على الفعل و المبادرة وعليه يمكن للإنسان استرجاع دوره في المجتمع و الإندماج فيه بفاعلية و إيجابية.</p> <p>بهذا قد يتضح للقارئ الكريم دورالمشاكل النفسية و عقدها في إعاقة نمو الإنسان نحو الكمال البشري و نمو مجتمعه؛ لهذا و لغيره من الأسباب أولت الدول المتقدمة أهمية قصوى للموضوع فكانت علوم التربية أول المستفيد من إنجازات علوم النفس في إطار عملية إستباقية قصوى لتنشئة أجيال خالية من من أكبر عدد ممكن من العقد التي تعيق نمو الأفراد و المجتمعات فراهنت بذلك رهانا (أحسب أنه ناجح بمعايير المدنية) على الإنسان كرأس مال مركزي في التغيير والإبداع فهو المحور و المنطلق و الهدف و لست بحاجة إلى تذكيركم بالشعوب التي لا تتوفر على ثروات باطنية واستطاعت رغم ذلك تحقيق قدر من الرفاه الإقتصادي و إفتكاك مواقع متقدمة بين الأمم . كاليابان و الدول المسمات بالنمور الآسياوية.</p> <p>وإني أعتبر أن التربية المسنودة بعلوم النفس ركن لا ينفصل عن الأركان الأخرى في نهضة هذه الأمم حيث يختلط التاريخي بالسياسي و الثقافي بالإقتصادي وإني لآ أفهم تربية الأجيال تربية مستندة إلى علوم النفس هذه بعيدا عن قول أحكم الحاكمين لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق رب العالمين. إذا عدت إلى صلب موضوعنا فإن الفوبيا ثلاثة أنواع : فوبيا خصوصية لها علاقة بمكونات المحيط كالذعر من بعض الحيوانات مثل العنكبوت و الكلاب أو من بعض من مظاهر الطبيعة كالرعد و البرق و هي فوبيا غير ذات خطورة باعتبار إرتباطها بظرف خاص و هناك الفوبيا الإجتماعية و هي التي ترتبط بعلاقة الفرد بالمجموعة حيث أن المرء بسبب هشاشة تركيبته النفسية(خجل شديدوإرتباك في التجمعات العامة؛ صعوبة التواصل مع الغيروالخوف من الإقدام على هذه الخطوة أو إقامة صداقات إلى آخره فيفضل الإنغلاق على نفسه و العزلة أو الإكتفاء بدائرة الأقارب الضيقة. أما النوع الثالث فهو ما أسميه تجاوزا بالفوبيا السياسية والتي تعبر عنها المعالجات الأمنية للمطالب السياسية و الإجتماعية والمدنية كأسلوب فعال للإحتماء من وهم أن الآخر يشكل بفكرته المخالفة و بمطالبه العادلة أو بسلوكه المعارض خطرا مستمرا على أمن و سلامة من إختار هذا الأسلوب. فمفهوم الفوبيا كحالة أو تركيبة نفسية تفسر كما سبق و أن ذكرت إلى حد كبير جوانب من سلوك الإنسان و الجماعات؛ ولها علاقة بحالة الذعر الشديد الذي يتجاوز شعورا كالخوف إذ أن الخوف حالة طبيعية يكون موضوعها و سببها بينا و معروفا في العادة أما الفوبيا فإ رتباطها بحالة القلق يجعل السبب إما غير معروف في حالة القلق أو هو مضخم في حالة الفوبيا بحيث أن الشخص يصبح أسير وهم قاتل مفاده أن أي شيء من حوله يمكن أن يتحول إلى مصدر خطر على حياته قد يعرضها للعذاب أوللموت و الفناء وهذا في في حالة ما أسميته تجوزا ؛؛الفوبيا السياسية؛؛ و عليه؛ وبقطع النظر عن أسباب هذه الحالة التي خاض فيها علماء النفس فإن من نتائجهافي الحالات الثلاثة :</p> <p>1) عدم القدرة على التركيزالذهني بما يكرس حالة الإرتباك و يقلل من القدرة على التفكير بعمق و فهم الأمور فتصبح قراءة الواقع و الأحداث المحيطة بالشخص على سبيل المثال قراءة مشوشة و ملوثة بهذه الحالة المرضية فتغيب تبعا لذلك النظرة المعتدلة و المنطقية لواقع الحال. 2) التحسب و التحوط لكل كبيرة و صغيرة و إتخاذ التدابير اللآزمة لمنع و قوع ما يتوهم الشخص أنه واقع به لا محالة في كثير من أحواله. 3) و ينتج عن هذه الحالة العجز عن مواجهة التحديات و الصعوبات( و التي تعطي أحيانا لحياتنا لذة ومعنى) فإنها تزيد بالنسبة للمريض من تأزيم و ضعه و تمعن في إرباكه و لخبطة مواقفه و سلوكاته.</p> <p>فيكون الألم و العذاب فيبرز حينئذ ميكانيزما من ميكانزمات الدفاع و الحماية و التعويض وإسمه. Mécanisme de protection et de compensation</p> <p>بموجبه :و</p> <p>أ) يصعد من تدابير الوقاية و التحوط و يمعن في مزيد تفادي معالجة الصعوبات و المشاكل. ب) يغرق في الإقبال على تناول المسكرات بمختلف أنواعها ليصبح أسيرا لها فيما بعد لأنه يرجو من ذلك غيبوبة تبعده و لو لساعات عن أحاسيس الألم من فرط ما تخلفه هذه الحالة من عذابات لذلك يقرن علماء النفس في سويسرا و فرنسا عبر التجارب العلمية بين حالة الفوبيا و واقع السقوط في الكحول و المخدرات مع عدم إهمال الملابسات الأخرى التي يختلط فيها التربوي بالإجتماعي و الثقافي بالإقتصادي و الديني بالسياسي في تكوين الشخصية المريضة؟ و السؤال المطروح ماذا لو حاولنا تحليل سلوك نظام مثل النظام التونسي من منظورهذا المفهوم السيكولوجي المسمى بالفوبيا؟ أظنني لن أجد صعوبة تذكر في الوصول إلى تفسير ما يصدر عن السلطة في بلدي انطلاقا من هذا المفهوم الذييمكن أن يفسر أنماط سلوكها في حق مختلف شرائح المجتمع و قبل أن أخوض في تقديم بعض النماذج و ما أكثرها أريد أن أذكر نفسي و إخوتي و أحرار بلدي و العالم بقوله تعالىفي سورة النساء الآية 104( و لا تهنوا في إبتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون و كان الله عليما حكيما) صدق الله العظيم.</p> <p> ذالك أن الألم ليس من نصيب المضطهدين في بلدي فقط فللسلطة في بلدي نصيب كبير منه بفعل هذه الحالة المرضية التي إستبدت برجال الحكم في بلدي. فالمعالجات الأمنية للملفات السياسية و الإقثصادية و الإجتماعية في بلدي والإيغال فيها بقوة و الإصرار المتعمد عليها أكبر ترجمان لهذه الحالة التفسية ! فبماذا أفسر على سبيل المثال تجميع السلطة لأكثر من مائة و خمسين بوليس و أكثر من سبعين منحرف و منحرفة (تقرير بوخذير صنع : في تونس :تونس نيوز13ديسمبر2006 ) للتصدي في الكاف لأربعة أشخاص من المعارضة فقط؛ عزل إلا من إصرارهم على مطالب عادلة في ليشرعوا في تعنيفهم مواجهتهم بهكذا صنيع؟ فمالذي يجعل السلطة تستنفر كل هذه القوة لمواجهة أربعة أنفار؟ أم هي الفوبيا السياسية التي يعد للخصم فيها مهما كان ضعفه كل هذه القوة؛ أم إنها هيبة الدولة التي لا ترى السلطة في بلدي إلا هذا الشكل لفرضها وإقناع المواطنين في تونس بها؟ !! و بماذا أفهم لجوء السلطة إلى أساطيل بأكملها من السيارات المدنية في هذا الطريق السيارة أوذاك معبأة برجال البوليس تقتفي على سبيل المثال لا الحصر سيارة الأستاذ بن عمر وهي متوجهة إلى سجن الكاف في موكب يخاله الناظر من بعيد موكب مرافقة رئيس دولة شقيقة أو صديقة جاء ليزور البلد؟ أما الإكثار من الحواجزالأمنية فغرضه تعطيل تنقل المعارضين و تفويت المواعيد عليهم لإجبارهم على العودة و حسب التقارير فقد تطلب قطع مسافة بين تونس العاصمة و سوسة (140كلم) على سبيل المثال أكثر من عشر ساعات ! ثم كيف تراني أحلل الآساليب الجديدة المعتمدة في قطع الطريق على سيارة معارض أو حقوقي في هذا الطريق أو ذاك لمنعه من التنقل في حركة مفاجئة و ممسرحة و مربكة تسمع أثناءها صوت الفرامل وهي تشد بقوة على طريقة الأفلام البوليسية الأمريكية و هي تتعقب تاجر مخدرات دوخ البوليس لأشهر؛</p> <p> فتتعطل حركة المرور وتنتشر الفوضى لينزل منها أرهاط يسمون أنفسهم بالبوليس السياسي حليقي الرؤوس على شاكلة إخوانهم المارينز؛ ملط الذقون و الشنبات؛ و قد تدثر البعض منهم بمعاطف سوداء ووضعوا على أعينهم نظارات كذلك سوداء تحيلنا على رفاقهم من شرطة القيستابو في العهد الهتليري البائد سنوات الأربعين ليبدأ مسلسل التعطيل و سين و جيم و إسطوانات سب الجلالة و الكلام البذيء التي يبدو أن خريجي مدرسة بن علي للغات الحية لا يجيدون غيرها ! أما عن حالة الطوارئ غير المعلنة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في كامل تراب القطر التونسي فحدث و لا حرج فهدفهاإجبار الحقوقيين في كل ولاية من ولايات تونس على العودة إلى منازلهم و عدم ممارسة حقهم في الإجتماع في المكاتب الفرعية لمنظمتهم الحقوقية. فحالة الفوبيا قد طغت على عتاولة مهندسي الشر ليصدروا أوامر الطوارئ و كأن الأمر يتعلق بمحاولة إنقلاب إتخذت كل هذه الإجراءات لإحباطها فورا و تجند لها كل الأجهزة الأمنية بمختلف فرقها.</p> <p>يا للهول !!</p> <p>أما عن قطع خدمات بريد الموزع ياهو و هوت مايل في سابقة أقل ما يقال فيها أنها فضيحة فهو الوجه الآخر لحالة الفوبيا و الرسالة وا ضحة نفعل بكم ما نشاء و لا نسمح لكم بالأنين و الشكوى و نرفض أن تشركوا فيها الغير لتخففوا من معاناتكم أو لتفكو و لو حصارا و احدا ذلك. أن إتصالاتكم عبر الإنترنات بالداخل و بالخارج تزلزلنا؛ تروعنا؛ تحرقنا حرقا تقتلنا و إصراركم على كشف ما يحدث في تونس يوشك أن يفتك بنا فتكا و يرسلنا إلى الجحيم !! هكذا تعالج تحركات المعارضة و مطالبها و قس على ذلك مطالب مختلف الشرائح الإجتماعية الأخرى بمختلف إنتماءاتها القطاعية و السياسية إلى آخره....</p> <p>إنها الفوبيا التي تجعل مهندسي الشر يلجأون إلى منحرفي الحق العام و عاهراته و لا يكتفون بالعدد الذي تعرفونه من رجال الأمن في بلدي بل و يعمدون إلى تصويرالوليمة حتى يطمئن كبار كهندسي الشرعند رؤيته إلى أن الإعتداء تم على أحسن ما يرام بما يخفف حالة الفوبيا ويشفي الصدور المتعطشة للتشفي السادي. إنها الفوبيا التي تفقدهم القدرة على التفكير السليم و رؤية الواقع كما هو و معالجة تحدياته بالعقل و المنطق و بما يخدم مصالح الجميع. إنها الفوبيا التي تجعلهم يتحسبون لكل ما من شأنه أن يضطرهم إلى تقديم تنازلات لحل بعض من المشاكل القائمة و المتراكمة لأنها في قاموس المرضى من نوع المحضور الذي لا يريدون الوقوع فيه لأنه كما سبق و أن ذكرت إن هم إنفتحوا عليه يزيد من إرباكهم ولخبطة مواقفهم و ممارساتهم بما سيجلبه من متاعب يتوهمون أن لا قابلية لهم بحلها خدمة للبلد؛ فالأريح بالنسبة لهم هو الإمعان في عدم مواجهتها عبر هذه المعالجات الأمنية التي لا يبدو في الأفق ما يشير إلى عزمهم علي التخفيف منها فالحالة المرضية متقدمة و علاجها أصعب مما نتصور. إنها باختصار الفوبيا التي بموجبها تتأله السلطة فتتغول لتبدأ رحلة الإنحدار و السقوط و تلك من سنن الله في خلقه إذا إنتحلوا صفة التأله !</p> <p> وفي الختام أريد أن أضيف فقرة من مقال نشرته سابقا* علها تذهب العجب من مثل هكذا حالة استبدت بأصحاب القرار في بلدي وعلى رأسهم الرجل الأول في البلاد. فكيف لا يكون حال المتنفذين في بلدي بهذا الشكل و كبيرهم قد بلغت به حالة الفوبيا السياسية؛ بما هي حالة الرعب الشديد من المواطنين و مكونات مجتمعنا المدني؛ حالة جعلته ينفق المليارات من أموال الدولة على وسائل حمايته الشخصية في القصر؛ ففرق الإنقاذ الأجنبية؛ التي سمعنا عنها كثيرا؛ في حالة تأهب دائمة؛ جاهزة في أي لحظة من الزمن لتهريبه خارج البلاد إذا جد الجديد. أما عن وسائل الحمايةالاستباقية التي جهز بها قصره فإنها تفوق في كثافتها و تطورها وسائل حماية رئيس دولة عادي؛ بحيث تحول القصر إلى قلعة لا يقدر حتى الجن الأزرق على دخولها دون أن تتفطن إليه وسائل التنصت و الرصد بما جعل من الرجل سجين قلعته و حالته المرضية بامتياز !!!! رهين المحبسين حقا على حد قول ابي العلاء المعري ! لقد فرض كبار المتنفذين في بلدي منظومة رهيبة استباقية ووقائية في دواليب تسيير الدولة؛ بحيث يصبح كل مسؤول في نظام بن علي يعيش حالة طوارئ قصوى (كسيده الكبير تماما) أحب أم كره؛ حالة طوارئ في العلاقة بالمواطنين تترجم في النهاية حالة الرعب الشديد من كل شيء؛ وهي حالة من الهستيريا المنبثقة من حالة انعدام الثقة بالجميع في علاقة جدلية مع حالة الرعب هذه لكنها متصاعدة نحو حالة من الفوبيا السياسية؛ فالويل كل الويل لمن يتجرؤ ويخرج عن هذه المنظومة العلائقية بالآخر داخل السلطة أو خارجها وفي أدق تفاصيلها مهما كانت بسيطة. منظومة تجعلهم يرتعبون من الناس أحياء وأمواتا(راجع حادثة منع النقابيين و الحقوقيين في ولاية جندوبة من تأبين زميلهم المرحوم عادل العرفاوي بمقر الإتحاد الجهوي بجندوبة السنة الفارطة أو تعطيل دخول جثامين بعض الذين توفوا في الغربة إلى تراب تونس من بعض زوجات المعارضين من أبناء النهضة ؛ أو بعض الجنازات في تونس والتي تمت جورا و بهتانا بحضور عدد معين من الأقارب و منع البقية الباقية من الأصدقاء و الجيران ). إنها المنظومة التي ما تنفك تخنق و تخنق إلى حد الإغماء؛ بل و تسمم حياة الجميع : القائمين عليها والمكتوين بنارها من أبناء بلدي على حد سواء ! و لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.و السلام عليكم.</p> <p>سجين سياسي سابق و لاجئ حاليا بسويسرا. ملا حظة : لمن فاته لسبب من الأسباب الإطلاع على الشريط الذي أرفقته بالجزء الأول من المقال يمكن الضغط ببساطة على الرابط التالي : <a href="http://www.youtube.com/watch?v=QUYEQ37-iME&mode=related&search=" class='spip_url spip_out' rel='nofollow external'>http://www.youtube.com/watch?v=QUYE...</a></p> <p>* الفقرة مأخوذة من مقال نشرته لي مشكورة بتاريخ 25ماي2006 تونس نيوز و الوسط التونسية</p></div> Perspective sur la situation politique en Tunisie : approche de compréhension https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2416 https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2416 2006-12-21T18:58:45Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi géopolitique de la Tunisie prisonnier politique آفاق الوضع السياسي في تونس مقاربة للفهم عبد الرحمان الحامدي منذ أشهر والأنباء المترددة في كواليس الطبقة السياسية في تونس وفي سائل الإعلام الخارجية تتحدت عن عديد المرشحين المحتملين لخلافة الرجل المريض على رأس السلطة في بلدي تونس بما يعكس أن حرب الخلافة على المنصب الأول في بلدي شهد صراعا مريرا خفيا بين أجنحة السلطة حيث تتشابك المصالح و العصبيات وتتداخل مع الأجندة الدولية لتغليب مرشح عن آخر تتوف - <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> / <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot71" rel="tag">géopolitique de la Tunisie</a>, <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot93" rel="tag">prisonnier politique</a> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='https://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>آفاق الوضع السياسي في تونس مقاربة للفهم</p> <p>عبد الرحمان الحامدي</p> <p>منذ أشهر والأنباء المترددة في كواليس الطبقة السياسية في تونس وفي سائل الإعلام الخارجية تتحدت عن عديد المرشحين المحتملين لخلافة الرجل المريض على رأس السلطة في بلدي تونس بما يعكس أن حرب الخلافة على المنصب الأول في بلدي شهد صراعا مريرا خفيا بين أجنحة السلطة حيث تتشابك المصالح و العصبيات وتتداخل مع الأجندة الدولية لتغليب مرشح عن آخر تتوفر فيه الشروط التي تخدم هذا الطرف أو ذاك من المتصارعين. والظاهر أن أوج هذه الحرب يوشك على بلوغ نهايته هذه الأيام من خلال بعض التقارير المنشورة على صفحات تونس نيوز و الوسط التونسية أومما رشح من أحاديت منسوبة إلى الطبقة السياسية التونسية؛ حيث أن الحديث يدور حول مرشح أصبح يتوفر على أكثر الحظوظ للفوز بمنصب الخلافة و هو السيد كمال مرجان مما يعطي انطباعا أوليا بأن السلطة في بلدي على وشك أن تحزم أمرها( و لربما حزمت أمرها) بالنسبة لهذا الأ مر وتتوحد حول خليفة أوحد بضغط من الغرب؛ أساسا الأمريكان؛ الذين رأوا فيه الرجل الأقدر بل والأنسب لقيادة البلد في حال موت الرئيس أو عجزه عن الإستمرارفي تولي أمور البلاد. .فهو الأقدرفي نظرهم باعتباره المتخصص في القانون و العلاقات الدولية ذ و التجربة الطويلة في صلب المفوضية العليا للآجئين بالأمم المتحدة ومقرها في جينيف و قد طالت هذه الخبرة الجانب الإداري و الميداني إذ مثل المفوضية في كل من مصر و جيبوتي فضلا عن دراية بملف النزاعات القانونية الدولية في صلب المنظمة العالمية للتجارة إضافة إلى ترؤسه للجنة الشؤون الإدارية و المالية بنفس بالجهازالمهتم بهذه النزاعات.</p> <p>خبرات و تجارب متعددة يختلط فيها الحقوقي بالسياسي والإداري بالقانوني و المالي بالاقتصادي و الدولي بالإقليمي. خبرة على مايبدو بخفايا السياسة الدولية و توازن المصالح وتشابكها و كيفية مواجهتها والقدرة على الساهمة في إيجاد الحلول بين الفرقاء و قد توج الرجل عمله الدؤوب في إحدى أهم مؤسسات المنتظم ألأممي بنجاحه في آخر مهمة له بجمهورية الكونقو الديمقراطية بما أهله لأن يصبح الممثل الثاني للسيد كوفي عنان لدى المفوضية العليا للاجئين. و تجدر الإشارة كذلك إلى أنه دعي ليتولى منصب سفير تونس في الأمم المتحدة سنة 1996. هذا ما رشح في ذهني وما استطعت إلى حد الآن تجميعه انطلاقا من الأنباء الشحيحة المتداولة حول الرجل برغم أهميتها( أنظرما نشر في تونس نيوز والوسط التونسية حول الموضوع).</p> <p>قلت آنفا هو الأنسب من وجهة نظر الأمريكان وبعض الأطراف داخل السلطة للاعتبارات التالية :</p> <p>أولا :هو ابن الحزب الحاكم رغم عدم توفرمعلومات لدي تفيد بأن الرجل كان عضوا نشيطا في صلبه. ثانيا :صلة الدم و النسب و العصبية بين الرجلين بن علي و مرجان فكلاهما من حمام سوسة وهو زوج إحدى بنات أخته مما بوأ الرجل للحصول على ثقة تكاد تكون مطلقة من قبل رئيس الدولة الذي كلفه بمنصب وزير الدفاع سنة 2005. ثالثا لم يعرف عن الرجل تورطه المباشر( لبعده عن ساحة الفعل السياسي المباشرداخل البلاد) فيما تورطت فيه أطراف في السلطة بحق مواطني البلد و البلاد. و بمعزل عما قيل من احتمال لدور قد يلعبه الجيش الذي هو رئيسه كما جرت العادة في الأوقات العصيبة و الحساسة لفرض الأمن و ترتيب الأمور يدورالحديث حاليا كخطوة منطقية تلي الخطوة الأولى(إستدعاؤه لتولي منصب وزارة الدفاع) حول احتمال تحوير الدستور لإحداث منصب نائب رئيس للجمهورية و طلب المصادقة عليه في البرلمان هده الخطوات إن حصلت ستذكرنا حتما بما حدث في تونس عندما تأكد للغرب بدايات عجز الرئيس بورقيبة قبل الإنقلاب بفترة والذي جاء ببن علي نفسه كما يذكرنا بمراحل تقلب هذا الأخير وبتعاقب سريع في المناصب الأمنية بدءا باستدعائه لشغل خطة مدير أمن حتى بلوغه الوزارة الأولى واستفادته مما يخوله الدستور للوزير الأول من صلاحية المسك بزمام الأمور في حالة شغور أو عجز الرئيس وإعداد لانتخابات برلمانية و رآسية لملئ هذا الشغورأو تعويض الرئيس العاجز.</p> <p> نفس السيناريو قد يعاد هذه المرة وإن بتفاصيل أخرى و أشخاص آخرين تجعل المتابع لتطور الأوضاع في بلدي لا تغيب عنه بصمات التدخل الأجنبي فاستقدام الرجل من جينيف ومنحه منصب وزارة الدفاع كل ذلك قد يكون بداية لخطة لا تترك شيئا للمفاجآت و لا للخروقات القانونية و الدستورية إذا هي تبعها إستحداث منصب نائب رئيس و تعديل الدستور تم مطالبة البرلمان فيما بعد بالمصادقة مما يقطع الطريق عن أي سلطة أخرى يمكن أن ترث السلطة الحالية ولو كانت الوزارة الأولى ! إذا تم السيناريو بهذا الشكل فإنه يكشف عن خبرة إكتسبتها السلطة في تونس و مراسا متميزا على أساليب إنقاذ نفسها بنفسها بدعم خارجي إذ كلما رصد محرار المصالح الغربية حالة من الإهتراء لدى النظام التونسي إلا و تخلى عن موقف المتفرج والمراقب لما يحدث و تدخل سرا ليحمي مصالحه و مصالح الدائرين في فلكه.</p> <p>دورة تاريخية أخرى من دورات الإنقاذ ربما هي تطبخ ألآن على نار هادئة بإمضاء الأجنبي الذي يرقب عن كثب ما يحدث في بلدي ليكون له قصب السبق في استباق الأمور من أجل الحيلولة دون حدوث المفاجآت التي تضع مصالح المتنفذين في الداخل و الخارج في خطرحقيقي..</p> <p> فقد أريد لتونس دوما أن تكون مخبر تجارب الغرب في المنطقة أو محرارا لمدىقدرته على التغلغل الثقافي و السياسي في إفريقيا باعتبارتونس( كما أريد لها أن تكون) النموذج الصارخ لمحاولات هذا التغلغل فضلا عما هو مطلوب منها أن تقوم به من أدوارتخدم أجندة الغرب و استراتيجياته في المنطقة بوفاء نادر وإن كان على حساب شرائح من المجتمع(خذ مثال الإنخراط في مقاومة ما يسمى بالإرهاب؛ أو دورها في إقناع الرئيس القذافي في التخلي عن تجاربه في مجال التسلح و البدء في علاقات جديدة مع الأمريكان...).</p> <p> و تبعا لهذه الإستراتيجيا في التعامل مع تونس يمكننا أن نفهم تواصل التعامل الاقتصادي و ضخ القروض لنظام بلدي بما يجعل اللبيب يحتار من موقف الدول الأوروبية التي دأبت على الادعاء بريادة العالم في مجال حقوق الإنسان و التي لا أراها تفعل شيئا كلما تعلق الأمر بدوس هذه الحقوق ببلدي بل بالعكس تستمر في القيام بعمليات الإنعاش و إعادة بث الروح بانتظام في جسد السلطة الذي كلما ظننا ان أجلها اقترب إلا وخابت الظنون وسقطت الآمال في انفراج حقيقي !</p> <p> و الغرب ببراجمايته التي هي من صلب منظومته الفكرية يعطي لكل حالة لبوسها و لكل مرحلة ما يناسبه و يخدمه مقياسه الأوحد المصلحة و لا شيء غير المصلحة..</p> <p> فما دام هناك رمق في السلطة قابل للإحياء و إطالة الأمد فلن تتوانى عن تفعيله عبر قروض و استثمارات متهاطلة و زيارات متبادلة وصفقات تزيد من إطمئنان السلطة فيما هي ماضية فيه من إنتهاكات للحقوق الأساسية لمواطنيها و للأعراف الدولية حتى إذا تأكد للغرب أن السلطة لن تجدي معها عمليات الإحياء هذه (عبر ما يلوح للعيان من كون الجسد ألذي طالما أنعشته أوشك أن يصبح هامدا) جيء بجسد جديد من رحم الجسد الميت عسى أن يكون شبيها بالجسد الأول مع اختلاف قليل في الصورة يعود سببه فيزيولوجيا إلى نصيب الأم و التي في حالتنا هذه ( الغرب) و شروطه التي تتلخص في مطالبة السلطة الجديدة بإنفتاح حذر و محسوب بدقة على المعارضة و إنجاز بعض الإصلاحات هنا و هناك لإضفاء نوع من الشرعية من ناحية و ضمان تواصل الدور القديم الجديد في رعاية مصالح الغرب و خدمة ألأجندة السياسية و الثقافية في المنطقة وهو ما حدث تقريبا مع بن علي عندما جيء به على راس السلطة لخلافة بورقيبة !.. فرموز السلطة في بلدي و نظامها يبقيا دوما باكورة زواج متعة مع الغرب ليثمر كل مرة أبناء جددا من بورقيبة إلى بن علي إلى من سيخلفه .</p> <p>و تكون النتيجة دائما هي التغييب الممنهج لللشعب الذي عليه أن يكتفي بالدور الذي رسم له وهو دور البقرة الحلوب التي تعطي و لا تكاد تأخذ شيئا يذكر وإذا تمردت كان مصيرها المشرحة !!</p> <p>هو ذا التاريخ يوشك أن يعيد نفسه في بلدي ويستمر أهل بلدي في دفع ثمن لعبة الكبارمن دمهم و دموعهم و عرقهم. وإلا فبماذا تريدونني أن أفهم أن كل تغيير محتمل يسبقه تعفن أو تعفين للوضع ممنهج و هستيريا متصاعدة اكتوينا بنارها ومازال الباقون من الأحرار في بلدي يكتوون بنارها و يعايشون أهوالها و لم ينج من وبالها حتى الذين زج بهم النظام في أتونها من رجال الأمن في بلدي.</p> <p>لا أريد من خلال كلامي هذا أن أرجم من سيخلف بن علي بالغيب و لكنها التجارب المرة التي عايشتها ما يقرب من ثلاثين سنة منذ بدأت أعي كيف تدار الساسة في بلدي.</p> <p>و هكذا فقد يكون ما راج أخيرا بخصوص الخلافة المحتملة خير مخرج لوضع صعب يهدد المصالح الخارجية و استقرار البلاد مما يتطلب معه إستباق الإنفجار و نزع الفتيل بما يمكن السلطة من الحياة و إن بروح أخرى وبما يحفظ مصالح أطراف عديدة في الداخل و الخارج. فالحاجة للإنقاذ أضحت ملحة بالنسبة للغرب نظرا للتحديات الإقتصادية الكبرى التي تنتظر البلاد خصوصا في الخمسية القادمة و التي قد تؤدي باستقرارها إلى الهاوية إذا تواصل الوضع الإجتماعي و السياسي على ماهو عليه و هو ما توصلت أليه أخر تقارير معاهد الدراسات الإستراتيجية في الغرب و محللوها فضلا عما لمسته و لمسه غيري من متابعي الشأن التونسي.(راجع للغرض على سبيل المثال مقال للصحفي كمال بن يونس عن التحديات الإقتصادية المقبلة(تونس نيوز نوفمبر)2006</p> <p> و لن تتم عملية الإنقاذ في نظر الغرب إلا برجال بقوا بعيدين عن الفعل السياسي المباشر داخل السلطة و هذا قد يؤهلهم من منظورها لكسب المصداقية لدى الشعب التونسي مما سيضفي مزيدا من الشرعية و يفتح أبواب التمكين و البقاء . من هنا قد تصبح لهذه الشائعات معنى و قد تتحول إلى حقيقة و كم من شائعات تحولت إلى حقائق !!!</p> <p> فالسلطة الحالية في تونس ليست قادرة على التصدي للملفات الشائكة والمتراكمة والتي لم تعد خافية على الجميع و أن تظاهرت بذلك للأسباب التالية :</p> <p>أولا طبيعتها الكليانية الشمولية و ضيق أفق رؤية منظري الحزب الحاكم للأمور ثانيا : تورطها إلى حد النخاع كما يقال في حق مختلف شرائح المجتمع أفرادا و جماعات و في حق البلاد و سمعتها بما خلق حالة من العجز عن الإقدام على أي مبادرة قد تكون بمثابة المغامرة التي ستفتح عليها أبواب جهنم و براكين الأرض كلها و هي التي لا طاقة لها بتحمل مقال يكتب هنا أو هناك في و سائل الإعلام لينقدها أو حتى ليقترح عليها إصلاحات !</p> <p>من هنا نفهم تلك المبادرات التي ولدت ميتة كمثل فكرة الإتصال بالمعارضة للأستماع إلى مقترحاتها مما يجعل السلطة تراوح مكانها و لا تتقدم خطوة وآخرهذه الأفكار ما ورد في خطاب رأس السلطة الأخير الذي طلب فيه من المعارضة بعد أن حدد كالعادة مفهومه( المتخشب و الأبدي) للمعارضة مده بمقترحاتها من باب الإستئناس !!!(هكذا)(أنظر نص الخطاب كاملا على الوسط التونسية).</p> <p> قلت إذا بأن التغيير أصبح ملحا في نظر الدوائر الغربية مع إستمرار النظام في تقليد سلوك النعامة التي كلما أحست بالخطر غرست رأسها في التراب !!! كنت قد قلت بأن بعض الشائعات قد تتحول إلى حقائق ! إلا أن دخول السيد عبد العزيز بن ضياء( انظر الحوارنت) المستشار و الناطق الرسمي لدى الرآسة على الخط ليعلن قبل ثلاث سنوات من إنتهاء المدة الحالية للرئيس الحالي عن رغبة بن علي في الترشح لإنتخابات الرآسة المزمع إنجازها سنة ....2009.و معاضدة الغرفة الثانية لمجلس الشعب له(على شاكلة المثل التونسي القائل الطير يغني و جناحو يرد عليه) يوحي بما يلي : أولا : و حسب رأي السيد المستيري الإعلامي المعروف في مقال له بالقسم الفرنسي بجريدة تونس نيوز 14 نوفمبر أن الهدف من تصريح كهذا قد يكون بغرض إستبعاد حقيقة ما تردد من أن حالة الرئيس الصحية تنذر بالخطر و محاولة تكذيب ذلك ( فرغبة سيادته هذه في الترشح هي الدليل الذي لا يختلف فيه إثنان و لا يتناطح فيه عنزان على أنه بصحة وعافية تمكنه من تحمل أعباء الحكم حتى سنة 2009ولم لا حتى سنة 2050 !!!) ما وضعته بين قوسين تتمة مني</p> <p>ثانيا : و حسب رأيي الإيحاءبأنالسلطة بخير و عافية كسيدها و هي قادرة على مواصلة الإنجازات الرائدة بشهادات معاهد دولية خالصة الأجر في مجال الديمقراطية و حقوق الإنسان ومجال المعجزات الإقتصادية !!! ثالثا : قد يكون تصريحه هذا يندرج ضمن عودة صراع الأجنحة و التي أخبرت تقاريرصادرة من داخل البلاد عن عدم رضاها بالمقترحات الأمريكية لإحداث خطة نائب رئيس و إقتراح السيد كمال مرجان لتوليها خاصة وأن هناك حديث عن مخاوف الطرابلسية من هذا المنافس المحتمل الذي لا يملكون عليه سلطة لكونه بحكم بعده عن الفعل السياسي غير مورط فيما هم فيه متورطون ومن هنا أفهم مصلحة بن ضياء نيابة عن الطرابلسية في التعجيل قبل ثلاث سنوات بإعلان ترشح سيادته(هكذا و إلا بلاش الحنكة واستباق الأمور في السياسة التونسية يا بن ضياء)( صربعة نادرة على حد تعبير إخواننا المصريين)*</p> <p>و بالمناسبة و بعيدا عن رؤيتي للأ حداث التي قد لا يوافقني عليها البعض لآ أخفي على القارئ الكريم إستغرابي مما أقرأ أحيانا لمن لهم باع في فهم الشأن التونسي و تحليله عندما يعبر البعض منهم عن خيبة أمله في السلطة وهو يراها تمعن في سياسة الإنتهاكات و الإقصاء و الإنغلاق إثر كل خطاب و إثر كل مناسبة وبالخصوص إذا أطلقت بعضا من المساجين السياسيين و يزداد شعوري بالخيبة عندما ينقل البعض من هؤلاء الإعلاميين عن بعض ما يسمونهم بالمراقبين والمعا رضين في الداخل تفاؤلهم بالخطاب الرآسي الأخير مما يعطي إنطباعا بأن السلطة في بلدي على و شك الإقدام على اصلاحات وقد بينت التجربة المرة أنه كلما تمخض الجبل في تونس إلا وولد فأرة فليتقوا الله في مشاعر القارئ و عقله !! و رغم كوني لست ضد التفاؤل من حيث المبدأ إلا أنني ألوم علىهذه الفئة من الإعلاميين التونسيين تسويق صيغ من مثل هل تنقشع الغيوم عن سماء تونس (بقطع النظر عن محتوى المقال إجمالا) فضلا عن انتقائية في إختيار العناصرذات التصريحات المتفائلة من بعض رموزالمعارضة وإني لا أنكر فهمي لمثل هذا التمشي المهني في العمل الإعلامي كما لا أتجاهل الخلفية النفسية لهكذا تصريحات بمعزل عن الدافع السياسي و أحيانا الأمني !</p> <p>فهي تندرج ضمن ميكانيزمات الدفاع الذاتي التي يلجأ إليها الفرد لحماية توازنه النفسي جراء واقع مر لاشيء يلوح في الآفق لتغييره أوجراء حالة ملل و يأس تروم الإنفلات من هذا الواقع لتحلم بواقع أفضل و تمني النفس به ! وفي الختام مهما كان فهمي و تحليلي للأوضاع المعقدة في بلدي يبقى السؤال القائم هل أن الرياح ستجري بما تشتهي سفن دوائر مخابرات الغرب ومن يدور في فلكها أم أنها ستجري بما تشتهيه سفينة المعارضة التونسية بما هي المعبر الحقيقي عن هموم التوانسة و تطلعاتهم؟؟؟ نسأل الله العافية و له عاقبة الأمور والسلام عليكم نهضوي سجين سياسي سابق لاجئ حاليا بسيويسرا Abder58@hotmail.com</p> <p>* يقول أخوتنا من المصريين إذا لمحوا شخصا مستعجلا و مضطربا وبوجهه صفرة ( مالك كده متصربع؟ و منه إشتقاقي لكلمة صربعة و ليعذرني الشيخ محمد الهادي الزمزمي حفظه الله فيما تعمدته في حق لغة الضاد)</p></div> Stratégie du pouvoir dans l'utilisation des condamnés du droit commun https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2405 https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2405 2006-12-13T19:05:30Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi état policier violence témoignage Ben Ali, ZABA Avertissement : Cet article contient une vidéo pouvant choquer les lecteurs qui désireraient la visionner. إستراتيجية إستعمال السلطة لمنحرفي الحق العام في التصدي للأحرار مقاربة للفهم الجزء الأول عبد الرحمان الحامدي وتستمر محنة النساء و الرجال في بلدي تونس إذ : في كل يوم تطالعنا الأخبار القادمة من بلدي بجديد آلة الشر التي لا تتوقف عن طحن كل من يعترض طريقها في هستيريا وجنون متصاعدين لا تعرفان الكلل و لا الملل و لا يردعها رادع من قيم و لا أعراف و لا مواثيق و قد طالت الأحياء و الأموات على (...) - <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> / <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot81" rel="tag">état policier</a>, <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot88" rel="tag">violence</a>, <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot92" rel="tag">témoignage</a>, <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot121" rel="tag">Ben Ali, ZABA</a> <div class='rss_chapo'><p>Avertissement : Cet article contient une vidéo pouvant choquer les lecteurs qui désireraient la visionner.</p></div> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='https://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>إستراتيجية إستعمال السلطة لمنحرفي الحق العام في التصدي للأحرار مقاربة للفهم الجزء الأول عبد الرحمان الحامدي</p> <p>وتستمر محنة النساء و الرجال في بلدي تونس إذ :</p> <p>في كل يوم تطالعنا الأخبار القادمة من بلدي بجديد آلة الشر التي لا تتوقف عن طحن كل من يعترض طريقها في هستيريا وجنون متصاعدين لا تعرفان الكلل و لا الملل و لا يردعها رادع من قيم و لا أعراف و لا مواثيق و قد طالت الأحياء و الأموات على السواء بلذة سادية لم ينج منها حتى الجماد مما تشيب له رؤوس الولدان.. دوامة ليس لها قرار حشرت السلطة في بلدي فيها رجال الأمن و المواطنين على حد سواء و لم يسلم من عبثها حتى الجمادات كما ذكرت و قد أصرالمجانين في بلدي على إدخال هاته الجمادات التاريخ من باب الشنقال* عندما تصر عناصر من جلاوزة الشر( و في محاولة يائسة لمنع الدكتور المرزوقي من حقه في التنقل في بلده صحبة زواره) إلى سيارة أحد الزوار فتستنجد بشنقال لرفع السيارة وإخفاءها بعيدا عن الأعين أو عندما يعمد بعض منحرفي الحق العام إلى كسرالسيارة التي أقلت كل من العفيفة سامية عبو و الدكتور المرزوقي و الصحفي سليم بوخذير و الأستاذ سمير بن عمر إلى السجن المدني بالكاف لزيارة سجين الحرية الأستاذ محمد عبو. عندما يحدث ذلك في بلدي تدرك دون حاجة إلى كثير عناء كيف أن حالة الهستيريا التي استبدت بالنظام أبت إلا أن يكون للجمادات نصيب منها في التدمير و كأنما قطع الأرزاق و انتهاك الحرمات الجسدية و الإعتداء الصارخ على كرامة المواطنين و سجنهم لم يعد كافيا فلا بد إذا من أن تكتمل عناصر الحالة المرضية لتخرج لنا في أكمل صورة و أتمها فتدخل بفضل ذلك السيارات حلبة التاريخ من باب الشنقال في سوسة أمام منزل الدكتور المرزوقي ( وهي (أي السيارة) للأستاذ طارق العبيدي) و من باب العصي و الحجارة في الكاف بشهادة بوابات السجن هناك( و هي للأستاذ سمير بن عمر) ليقع تحطيمها على أيدي منحرفي الحق العام الذين تنادوا لكي لا يفرقوا بين البشر و الجماد أمام السجن المدني بالكاف فيعنفوا الجميع ويتشفوا منهم. فيصبح حينئذ من المضحكات المبكيات أن تدخل في قاموس السياسة في بلدي كلمات مثل شنقال* و عاهرات و منحرفي الحق العام و العصا و الحجارة...( إلى أخر القائمة التي يبدو أن لا نهاية لها) في التصدي للأحرار و ممتلكاتهم و الله و حده أعلم ما الذي ستضيفه السياسة في تونس إلى القاموس السياسي العربي لتعكس هذه القائمة من الكلمات بؤس السياسة في بلدي و تكون شاهدة عن الزمن الرديء فتمطرنا مظامينها بحكايات شبيهة بتلك التي يتحدث عنها التاريخ زمن محاكم التفتيش في أوروبا القرون الوسطى عندما يصادر المستبد من الإنسان؛ بسبب فكرته؛ كل شيء : دينه و عرضه و ماله و سلامته الجسدية و النفسية فيتحول الحر في بلدي؛ وهو المبتغى و المرام لدى سلطة تونس؛ إلى عبيد العهد الفرعوني كما تصوره الأفلام السينمائية يفعل بهم المستبد كل شيء و يستكثر عليهم الآهات و الأنات عبر تلك السياط التي تنزل على الضهور نزول الحمم و الصواعق عقابا لكل من سولت له نفسه الصراخ من الألم أو الإستغاثة من ثقل ما اكره على تحمله فليس له إلا السوط تجلده به جنود فرعون فإما أن يسكت و لا يشتكي و لا يتأوه و إما يسقط صريع السياط</p> <p> هو التاريخ إذا يوشك أن يعيد نفسه في سياق مغاير و بأشكال مختلفة وبأناس آخرين فيكشف عن حالة من تنكر إبن آدم لبشريته وإنسانيته عندما يأبى إلا أن يتأله فيتغول فكأن الزمان ليس زماننا و المكان ليس المكان !. أما إلتجاء السلطة إلى منحرفي الحق العام و عدم الإكتفاء بالمائة و خمس و ثلاثين ألفا من رجال الأمن في بلدي للتصدي ''لشرذمة'' من أحرار تونس فذلك مبحث آخر يجد صداه في المقاربات السياسية و أدوات تحليلها كما يجد صداه في المقاربات النفسية التي لم تعد لي رغبة في أن أكسر* بها رأس القارئ المسكين الكريم بعد أن سبق و أن كسرت بها رأسي.و لكني أستسمحكم عذرا هذه المرة لأتحدث قليلا و باختصار !!!عن البعض من هذه المقاربات ؛ على أن لا أعود إليها بعد اليوم أبدا !! (أعلم أني لا أستطيع !!).</p> <p>و مقال اليوم يخص المقاربة السياسية بإعتماد مفهوم الإستبداد كأداة من أدوات التحليل فأقول على بركة الله :</p> <p>لن أتناول ما يحدث في تونس من وجهة نظر التحليل الميكيافيلية كأداة أفهم من خلالها ممارسات السياسة في بلدي أو جانبا منها فقد خضت جزئيا في الموضوع عندما تعرضت بالتحليل لموضوع العفو الرآسي الأخير(تونس نيوز 9نوفمبر2006/ الوسط التونسية)... كما لن أتناول كذلك ما يحدث من منظور مفهوم الديماغوجيا في خطاب السلطة و ممارستها فقد تم ذلك عندما تعرضت لموضوع الحجاب (تونس نيوز18أكتوبر2006 و الحوار نت ) ولكني سأتناول هذا الذي تفتقت عليه عبقرية مهندسي الشر في بلدي من منظورالإستبداد السياسي فما السبب إذا لإلتجاء السلطة في بلدي إلى الزج بجحافل من منحرفي الحق العام في المهمات القذرة في حق الأحرار مكان رجال الأمن وعلى مرآى و مسمع من الجميع هذه المرة؟.</p> <p>ربما يتفق معي القارئ الكريم على أن للإستبداد .ثالوثا مقدسا وهو : مركزية القرارات/ قلب الحقائق و تزييفها في الخطاب / الخداع والإرهاب في الممارسة. إلى كل ذلك ينضم جهاز دعائي قوي يغطي على الفكر و الممارسة و يبررهما ديماغوجيا في آن واحد و تلك من عجائب الإستبداد و مفارقاته في تونس.. فبإمكاني إنطلاقا من ذلك فهم ما يحدث من إلتجاء مهندسي الشر إلى منحرفي الحق العام للتصدي للأحرار. كيف ذلك؟ ما سأقوله هومجرد مقاربة للفهم لا أكثر و لا أقل كما أحب أن تكون العادة :</p> <p>أولا : زج السلطة بمنحرفي الحق العام و بعض من عاهراته في التصدي للأحرار يترجم رغبةها في إقناع الرأي العام الدولي بالخصوص بأن الشعب التونسي رجالا و كذلك نساء ملتف حول خيارات وإنجازات العهد الجديد ( و الذي أصبح يسمى الآن العهد السعيد وقد يسمى لا حقا بمشيئة الله تعالى العهد البائد ) وأنه تبعا لذاك الإلتفاف؛ لن يسمح هذا الشعب بأي حال من الأحوال ''لشرذمة'' من الأشرار و المناوئين المدعومين من الخارج أن تعكر صفو الأمن العام و تهدد مكاسب المجتمع المدني.</p> <p> لذلك قرر الشعب رجالا؛ و نساء كذلك؛ و ما يزال يقرر تقريرا( باعتبار أن القرارات دوما بيد الشعب في تونس) أن يهب هبة رجل واحد غيور على بلده وأن ينزل إلى الشارع من أجل التصدي الشجاع لأعداء الأمة دون إيعاز من أحد أو دفع من زيد أو عمر؛ و هذا ما يحدث عادة في الدول الديمقراطية و منها تونس إذا أحس الشعب بخطر يهدد مكتسباته.. و عليه فخير من ينوب عن الشعب للقيام بهذه المهمة النبيلة ( باعتبارأن هذه المهمة؛ من وجهة نظر النظام التونسي؛ يمكن وضعها في خانة فروض الكفاية) هم جحافل منحرفي الحق العام و بعضا من عاهراته حتى لاأظلم البقية الباقية منهن.. وعليه مرة أخرى أفهم كتونسي'' متفهم'' لماذا تتنقل هذه الجحافل في مجموعات خلف الدكتور و من معه يتابعونه كظله أو يقطعون طريقه ويرهبونه بشتى الوسائل إلى درجة تعنيفه يوم الخميس7ديسمبر مع سامية عبو و سليم بوخذير و الأستاذ سليم بن عمر أمام سجن الكاف مستندين في ممارسة فنون الهرسلة و الإيذاء إلى خبراتهم الطويلة في السجون التونسية باعتبارهم من خريجي مدرسة بن علي في فنون إحترام الإنسان أينما كان و مهما كان سنه و قدره و جنسه و لونه في الخارج والداخل على حد سواء !!! و عليه أيضا إذا حدث و أن استطاعت هذه'' الشرذمة'' فك الحصار و إبلاغ صوتها إلى العالم حول ما يحدث لها ولتونس فإنه سوف لن يعسر على السلطة في أن ترد بالقول بأن الشعب التونسي نساء و رجالا هو الذي إختار أن يرفض هؤلاء المعارضين و أن يكنسهم كنسا ونحن نحترم مثلكم (الخطاب موجه من السلطة إلى الرأي العام الغربي و دوله) إرادة الشعوب و شكرا (عاصفة من التصفيق تتلو أوتوماتيكيا مثل هذه الخطاب لو ألقي أمام نواب الشعب !). هكذا يتضح الركن الأول و الثاني من الثالوث المقدس للإستبداد في بلدي ممثلا في محاولة خداع الرأي العام الغربي و قلب الحقائق و تزييفها بمحاولة يائسة لإيهام العالم بأن المسألة مرتبطة بمبادرة للمواطنين الرافضين لشرذمة من المعارضة التي لا دأب لها سوى المس من سمعة البلاد و تهديد مكاسب المجتمع هذا أولا أما ثانيا وهو المؤكد لدى السلطة أنها لا علاقة لها بما يحدث لا من بعيد و لا من قريب !!! (بريءة براءة الذئب من دم يعقوب !). و الحقيقة التي لا يختلف فيها إثنان و لا تنناطح من أجلها بقرتان أن القاصي و الداني يعلم أن التعليمات الفوقية والمافوقية لمهندسي الشر وا ضحة و جلية و صارمة في دفع رجال الأمن في بلدي إلى إرتكاب البلية في الجمهورية التجمعية الدستورية التونسية و ذلك بدفعهم إلى الإشراف على مايحدث دون تدخل بل وإعطاء معلومات محددة لهؤلاء المنحرفين و حمايتهم إذا إنقلبت الأمور عليهم بل و مكافأتهم على مثل هكذا إرهاب في حق بني جلدتهم من أحرار البلد وتيسير قضاء بعض شؤونهم المدنية !! والتنسيق معهم تنسيقا أخويا حميما من أجل تحقيق النصر بالضربة القاضية على المعارضين !</p> <p>ثانيا توظيف هذه الجحافل لإرهاب المعارضين يدخل في خانة المحاولات اليائسة للسلطة للتخفيف من تورط رجال الأمن و الحد من مزيد إغراقهم في المهمات القذرة بعد أن تردد وجود إحتجاجات هنا و هناك في صلب المؤسسة الأمنية في تونس جراء تصاعد الإنتهاكات الغريبة عن مجتمع الزيتونة و قيمه في حق المواطنين والأحرار دون مراعاة حرمات الأعياد و المناسبات الوطنية و الدينية و دون التفريق بين إمرأة أو رجل؛ طفل أو مسن في ممارسة إرهاب الدولة (عد إلى حادثة إشهار السلاح بوجه سامية عبو و ابنيها و راضية نصراوي؛ وعد إلى صورالكدمات على الجسد الغض لإبن أخينا حاتم زروق؛ وانتهاك الحرمات الجسدية و النفسية للمحجبات و آخرها ما حدث في صفاقس للاخت نورة و و ليعذرني بقية المضطهدين في بلدي إن لم أذكرهم كنماذج؛ فضلا عن الضلوع في تركيب الأفلام الجنسية لكيل التهم الأخلاقية للمعارضين و الزج بهم تحت طائلة القانون و تشويه صورتهم لدى مناصريهم أما عن تلفيق تهم الخيانة والعمالة للخارج لهم فحدث و لا حرج بل وصل الأمر إلى تهديد البعض منهم بإلصاق تهمة المتاجرة بالمخدرات إن هم أصروا على نقدهم للنظام القائم وقائمة الممارسات القذرة لا تكاد تنتهي لو عددتها).....</p> <p>قلت إذا : لم تر السلطة في بلدي بدا من إيجاد حل يصون صورة رجل الأمن كما ينبغي أن تكون عليه في عادات الدول التي تحترم شعوبها فتفتقت عبقرية مهندسي الشر و إستراتيجييهم في بلدي على فكرة جهنمية يضربون بها سبعة (على وزن سبعة نوفمبر) عصافير بحجر واحد فكانت فكرة إقحام منحرفي الحق العام وبعضا من عاهراته في القيام بالمهمات القذرة و تخفيف جوانب منها عن رجل الأمن (هكذا هي الحلول و إلا بلاش) ! مما يحيلني إلى الركن الثالث من أركان الثالوث المقدس للإستبداد في بلدي و هو أن مركزية القرارات والضيق بتحمل تعدد مصادره (عكس ما عليه الحال في الدول الديمقراطية) من شأنه أن يترك المجال للأهواء و الأمزجة في الفصل في قضايا كثيرة تهم البلاد و العباد خذ على سبيل المثال و دون تعليق مني دعوة السلطة في تونس لمجرم الحرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق آرييل شارون و قائمة القرارات الإعتباطية و الرعوانية في حق البلاد و العباد تطول...</p> <p>و إذا عدنا إلى موضوعنا؛ فإنني أقول بأن غياب الشورى و توسيع دائرتها يولد معالجات منحرفة للمشاكل لا دخل فيها للعقل و منطق الأمور؛ لذلك فلا أعجب من أن الحل الأمثل لإسترجاع الصورة الناصعة لرجل الأمن و الإستجابة لإحتجاجاته التي ذكرتها آنفا ( و دائما حسب عبقرية استراتيجيي السلطة) يكون بإعفاءه من بعض المهام القذرة و إسنادها إلى منحرفي الحق العام و بعض من عاهراته(هكذا) ! مما لن يزيد الأوضاع على مسرح بلدي إلا تعفنا.</p> <p>أما إحتجاجات المعارضة( وهي الوجه المقابل لإحتجاجات المؤسسة الأمنية) فتواجه بالعصا أولا وبالعصا ثانيا وبالعصا ثالثا و بالعصا والجزرة رابعا؛ والعصا لمن عصى؛ و لا يلومن المرء إلا نفسه في هذه الحالة ! (العصا في المفهوم النوفمبري؛ حاشا شهر نوفمبر؛ هي ما تعرفونه مما تتفتق عليه يوميا قريحة الشرفي حق المواطنينو الأحرار بكل تعبيراتها و أشكالها والتي لم تعد خافية على أحد و لا داعي لأن أجترها لكم من جديد !!).</p> <p> ثالثا : إن فكرة إختيار فئة منحرفي الحق العام بالذات للقيام ببعض المهام'' الوطنية '' ( حاشى السامعين و القراء الكرام) يجعلني و إعتمادا على الحاسة السابعة لدي (عفوا هذه المرة ليس على وزن سبعة نوفمبر) أقول بأن الفكرة بدت لي مستوحاة من أصدقاء السلطة من الأمريكان اللذين يطبقونها كلما هموا بالقيام بأعمال قذرة خارج بلدهم في شرق الأرض و غربها و أعني من بينها خوض الحرب على العراق و على أفغانستان و الفيتنام سابقا.... ذلك أن التقارير الواردة على صفحات أشهر الصحف الأمريكية؛ وهذا معلوم للجميع؛ تحدثت عن أن وزارة الدفاع بالتنسيق مع وزارة الداخلية وبمباركة من جورج بوش و حزبه عمدت إلى الزج ببعض عتاولة مجرمي الحق العام في أمريكا؛ من المحكوم عليهم بالمؤبد أو الإعدام؛ في أتون الحرب في العراق و في أفغانستان مقابل الحط من العقوبة أو الحصول على عفو يسترد به المجرم حريته إذا حقق النصر أو يفقد حياته في الحرب إذا لم يكن له حظ في الحياة و هو المقابل المكافأة عند حكام العم سام لهذه الفئة من المنحرفين و يقابله في تونس كمكافأة لهؤلاء رخصة كشك بيع سجائر أونصبة خضرة !</p> <p>هذا وأن عملية إقتباس هذه الفكرة عن الأصدقاء الأمريكان وإعادة إخراجها في ثوب تونسي صميم ليست الوحيدة و سأذكر لكم نماذج أخرى مما اقتبسه مهندسو الشر في بلدي في الجزء الثاني من هذا المقال عندما أحلل استراتيجية استعمال السلطة لمنحرفي الحق العام و بعض من عاهراته من الوجهة النفسية.</p> <p>هكذا تتبدى لي إذا الخلفية السياسية لإستراتيجية توظيف منحرفي الحق العام للتصدي للأحرار في بلدي و هذا ما إهتدت إلى إقتباسه عبقرية الشر من منجزات الأمريكان ضاربين عرض الحائط بما عدا ذلك من منجزات في مجالات ما يرقى بالإنسان التونسي !!! فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم</p> <p>وفي الختام؛ الذي لن يكون هذه المرة مسكا؛ أعيد قلمي إلى غمده (غطائه) في إستراحة محارب وأترك الصورة؛ و ليس الكلام الذي ألفنا رنينه؛ تنطق لتقدم لكم؛ عبر شريط قصير؛ إخوتي الكرام؛ نموذجا مصغرا؛( و لكنه صدمني شخصيا) عما يحدث في بلدي و أجزاء من أمتنا في حق المواطنين فحسبي الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير</p> <p>الشريط أحداثه تدور في إحدى مخافر الرعب بمصر فالرجاء لمشاهدة الشريط الضغط على الرابط المصاحب للصورة أو الضغط على الصورة في آن واحد مع</p> <object width="425" height="350"><param name="movie" value="http://www.youtube.com/v/QUYEQ37-iME"></param><param name="wmode" value="transparent"></param><embed src="http://www.youtube.com/v/QUYEQ37-iME" type="application/x-shockwave-flash" wmode="transparent" width="425" height="350"></embed></object> <p> *تكسير الرأس : في اللهجة التونسية يعني إستعارة : الإتعاب و الإزعاج إضافة إلى معناه الأصلي. *الشنقال في اللهجة التونسية هو رافعة السيارت.</p> <p>نهضوي أستاذ وسجين سياسي سابق لاجئ حاليا بسويسرا</p></div> Autour de la dernière grâce présidentielle https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2389 https://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2389 2006-11-30T18:29:36Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi آفاق الوضع السياسي في تونس مقاربة للفهم عبد الرحمان الحامدي منذ أشهر والأنباء المترددة في كواليس الطبقة السياسية في تونس وفي سائل الإعلام الخارجية تتحدت عن عديد المرشحين المحتملين لخلافة الرجل المريض على رأس السلطة في بلدي تونس بما يعكس أن حرب الخلافة على المنصب الأول في بلدي شهد صراعا مريرا خفيا بين أجنحة السلطة حيث تتشابك المصالح و العصبيات وتتداخل مع الأجندة الدولية لتغليب مرشح عن آخر تتوف - <a href="https://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='https://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>آفاق الوضع السياسي في تونس مقاربة للفهم</p> <p>عبد الرحمان الحامدي</p> <p>منذ أشهر والأنباء المترددة في كواليس الطبقة السياسية في تونس وفي سائل الإعلام الخارجية تتحدت عن عديد المرشحين المحتملين لخلافة الرجل المريض على رأس السلطة في بلدي تونس بما يعكس أن حرب الخلافة على المنصب الأول في بلدي شهد صراعا مريرا خفيا بين أجنحة السلطة حيث تتشابك المصالح و العصبيات وتتداخل مع الأجندة الدولية لتغليب مرشح عن آخر تتوفر فيه الشروط التي تخدم هذا الطرف أو ذاك من المتصارعين. والظاهر أن أوج هذه الحرب يوشك على بلوغ نهايته هذه الأيام من خلال بعض التقارير المنشورة على صفحات تونس نيوز و الوسط التونسية أومما رشح من أحاديت منسوبة إلى الطبقة السياسية التونسية؛ حيث أن الحديث يدور حول مرشح أصبح يتوفر على أكثر الحظوظ للفوز بمنصب الخلافة و هو السيد كمال مرجان مما يعطي انطباعا أوليا بأن السلطة في بلدي على وشك أن تحزم أمرها( و لربما حزمت أمرها) بالنسبة لهذا الأ مر وتتوحد حول خليفة أوحد بضغط من الغرب؛ أساسا الأمريكان؛ الذين رأوا فيه الرجل الأقدر بل والأنسب لقيادة البلد في حال موت الرئيس أو عجزه عن الإستمرارفي تولي أمور البلاد. .فهو الأقدرفي نظرهم باعتباره المتخصص في القانون و العلاقات الدولية ذ و التجربة الطويلة في صلب المفوضية العليا للآجئين بالأمم المتحدة ومقرها في جينيف و قد طالت هذه الخبرة الجانب الإداري و الميداني إذ مثل المفوضية في كل من مصر و جيبوتي فضلا عن دراية بملف النزاعات القانونية الدولية في صلب المنظمة العالمية للتجارة إضافة إلى ترؤسه للجنة الشؤون الإدارية و المالية بنفس بالجهازالمهتم بهذه النزاعات.</p> <p>خبرات و تجارب متعددة يختلط فيها الحقوقي بالسياسي والإداري بالقانوني و المالي بالاقتصادي و الدولي بالإقليمي. خبرة على مايبدو بخفايا السياسة الدولية و توازن المصالح وتشابكها و كيفية مواجهتها والقدرة على الساهمة في إيجاد الحلول بين الفرقاء و قد توج الرجل عمله الدؤوب في إحدى أهم مؤسسات المنتظم ألأممي بنجاحه في آخر مهمة له بجمهورية الكونقو الديمقراطية بما أهله لأن يصبح الممثل الثاني للسيد كوفي عنان لدى المفوضية العليا للاجئين. و تجدر الإشارة كذلك إلى أنه دعي ليتولى منصب سفير تونس في الأمم المتحدة سنة 1996. هذا ما رشح في ذهني وما استطعت إلى حد الآن تجميعه انطلاقا من الأنباء الشحيحة المتداولة حول الرجل برغم أهميتها( أنظرما نشر في تونس نيوز والوسط التونسية حول الموضوع).</p> <p>قلت آنفا هو الأنسب من وجهة نظر الأمريكان وبعض الأطراف داخل السلطة للاعتبارات التالية :</p> <p>أولا :هو ابن الحزب الحاكم رغم عدم توفرمعلومات لدي تفيد بأن الرجل كان عضوا نشيطا في صلبه. ثانيا :صلة الدم و النسب و العصبية بين الرجلين بن علي و مرجان فكلاهما من حمام سوسة وهو زوج إحدى بنات أخته مما بوأ الرجل للحصول على ثقة تكاد تكون مطلقة من قبل رئيس الدولة الذي كلفه بمنصب وزير الدفاع سنة 2005. ثالثا لم يعرف عن الرجل تورطه المباشر( لبعده عن ساحة الفعل السياسي المباشرداخل البلاد) فيما تورطت فيه أطراف في السلطة بحق مواطني البلد و البلاد. و بمعزل عما قيل من احتمال لدور قد يلعبه الجيش الذي هو رئيسه كما جرت العادة في الأوقات العصيبة و الحساسة لفرض الأمن و ترتيب الأمور يدورالحديث حاليا كخطوة منطقية تلي الخطوة الأولى(إستدعاؤه لتولي منصب وزارة الدفاع) حول احتمال تحوير الدستور لإحداث منصب نائب رئيس للجمهورية و طلب المصادقة عليه في البرلمان هده الخطوات إن حصلت ستذكرنا حتما بما حدث في تونس عندما تأكد للغرب بدايات عجز الرئيس بورقيبة قبل الإنقلاب بفترة والذي جاء ببن علي نفسه كما يذكرنا بمراحل تقلب هذا الأخير وبتعاقب سريع في المناصب الأمنية بدءا باستدعائه لشغل خطة مدير أمن حتى بلوغه الوزارة الأولى واستفادته مما يخوله الدستور للوزير الأول من صلاحية المسك بزمام الأمور في حالة شغور أو عجز الرئيس وإعداد لانتخابات برلمانية و رآسية لملئ هذا الشغورأو تعويض الرئيس العاجز.</p> <p> نفس السيناريو قد يعاد هذه المرة وإن بتفاصيل أخرى و أشخاص آخرين تجعل المتابع لتطور الأوضاع في بلدي لا تغيب عنه بصمات التدخل الأجنبي فاستقدام الرجل من جينيف ومنحه منصب وزارة الدفاع كل ذلك قد يكون بداية لخطة لا تترك شيئا للمفاجآت و لا للخروقات القانونية و الدستورية إذا هي تبعها إستحداث منصب نائب رئيس و تعديل الدستور تم مطالبة البرلمان فيما بعد بالمصادقة مما يقطع الطريق عن أي سلطة أخرى يمكن أن ترث السلطة الحالية ولو كانت الوزارة الأولى ! إذا تم السيناريو بهذا الشكل فإنه يكشف عن خبرة إكتسبتها السلطة في تونس و مراسا متميزا على أساليب إنقاذ نفسها بنفسها بدعم خارجي إذ كلما رصد محرار المصالح الغربية حالة من الإهتراء لدى النظام التونسي إلا و تخلى عن موقف المتفرج والمراقب لما يحدث و تدخل سرا ليحمي مصالحه و مصالح الدائرين في فلكه.</p> <p>دورة تاريخية أخرى من دورات الإنقاذ ربما هي تطبخ ألآن على نار هادئة بإمضاء الأجنبي الذي يرقب عن كثب ما يحدث في بلدي ليكون له قصب السبق في استباق الأمور من أجل الحيلولة دون حدوث المفاجآت التي تضع مصالح المتنفذين في الداخل و الخارج في خطرحقيقي..</p> <p> فقد أريد لتونس دوما أن تكون مخبر تجارب الغرب في المنطقة أو محرارا لمدىقدرته على التغلغل الثقافي و السياسي في إفريقيا باعتبارتونس( كما أريد لها أن تكون) النموذج الصارخ لمحاولات هذا التغلغل فضلا عما هو مطلوب منها أن تقوم به من أدوارتخدم أجندة الغرب و استراتيجياته في المنطقة بوفاء نادر وإن كان على حساب شرائح من المجتمع(خذ مثال الإنخراط في مقاومة ما يسمى بالإرهاب؛ أو دورها في إقناع الرئيس القذافي في التخلي عن تجاربه في مجال التسلح و البدء في علاقات جديدة مع الأمريكان...).</p> <p> و تبعا لهذه الإستراتيجيا في التعامل مع تونس يمكننا أن نفهم تواصل التعامل الاقتصادي و ضخ القروض لنظام بلدي بما يجعل اللبيب يحتار من موقف الدول الأوروبية التي دأبت على الادعاء بريادة العالم في مجال حقوق الإنسان و التي لا أراها تفعل شيئا كلما تعلق الأمر بدوس هذه الحقوق ببلدي بل بالعكس تستمر في القيام بعمليات الإنعاش و إعادة بث الروح بانتظام في جسد السلطة الذي كلما ظننا ان أجلها اقترب إلا وخابت الظنون وسقطت الآمال في انفراج حقيقي !</p> <p> و الغرب ببراجمايته التي هي من صلب منظومته الفكرية يعطي لكل حالة لبوسها و لكل مرحلة ما يناسبه و يخدمه مقياسه الأوحد المصلحة و لا شيء غير المصلحة..</p> <p> فما دام هناك رمق في السلطة قابل للإحياء و إطالة الأمد فلن تتوانى عن تفعيله عبر قروض و استثمارات متهاطلة و زيارات متبادلة وصفقات تزيد من إطمئنان السلطة فيما هي ماضية فيه من إنتهاكات للحقوق الأساسية لمواطنيها و للأعراف الدولية حتى إذا تأكد للغرب أن السلطة لن تجدي معها عمليات الإحياء هذه (عبر ما يلوح للعيان من كون الجسد ألذي طالما أنعشته أوشك أن يصبح هامدا) جيء بجسد جديد من رحم الجسد الميت عسى أن يكون شبيها بالجسد الأول مع اختلاف قليل في الصورة يعود سببه فيزيولوجيا إلى نصيب الأم و التي في حالتنا هذه ( الغرب) و شروطه التي تتلخص في مطالبة السلطة الجديدة بإنفتاح حذر و محسوب بدقة على المعارضة و إنجاز بعض الإصلاحات هنا و هناك لإضفاء نوع من الشرعية من ناحية و ضمان تواصل الدور القديم الجديد في رعاية مصالح الغرب و خدمة ألأجندة السياسية و الثقافية في المنطقة وهو ما حدث تقريبا مع بن علي عندما جيء به على راس السلطة لخلافة بورقيبة !.. فرموز السلطة في بلدي و نظامها يبقيا دوما باكورة زواج متعة مع الغرب ليثمر كل مرة أبناء جددا من بورقيبة إلى بن علي إلى من سيخلفه .</p> <p>و تكون النتيجة دائما هي التغييب الممنهج لللشعب الذي عليه أن يكتفي بالدور الذي رسم له وهو دور البقرة الحلوب التي تعطي و لا تكاد تأخذ شيئا يذكر وإذا تمردت كان مصيرها المشرحة !!</p> <p>هو ذا التاريخ يوشك أن يعيد نفسه في بلدي ويستمر أهل بلدي في دفع ثمن لعبة الكبارمن دمهم و دموعهم و عرقهم. وإلا فبماذا تريدونني أن أفهم أن كل تغيير محتمل يسبقه تعفن أو تعفين للوضع ممنهج و هستيريا متصاعدة اكتوينا بنارها ومازال الباقون من الأحرار في بلدي يكتوون بنارها و يعايشون أهوالها و لم ينج من وبالها حتى الذين زج بهم النظام في أتونها من رجال الأمن في بلدي.</p> <p>لا أريد من خلال كلامي هذا أن أرجم من سيخلف بن علي بالغيب و لكنها التجارب المرة التي عايشتها ما يقرب من ثلاثين سنة منذ بدأت أعي كيف تدار الساسة في بلدي.</p> <p>و هكذا فقد يكون ما راج أخيرا بخصوص الخلافة المحتملة خير مخرج لوضع صعب يهدد المصالح الخارجية و استقرار البلاد مما يتطلب معه إستباق الإنفجار و نزع الفتيل بما يمكن السلطة من الحياة و إن بروح أخرى وبما يحفظ مصالح أطراف عديدة في الداخل و الخارج. فالحاجة للإنقاذ أضحت ملحة بالنسبة للغرب نظرا للتحديات الإقتصادية الكبرى التي تنتظر البلاد خصوصا في الخمسية القادمة و التي قد تؤدي باستقرارها إلى الهاوية إذا تواصل الوضع الإجتماعي و السياسي على ماهو عليه و هو ما توصلت أليه أخر تقارير معاهد الدراسات الإستراتيجية في الغرب و محللوها فضلا عما لمسته و لمسه غيري من متابعي الشأن التونسي.(راجع للغرض على سبيل المثال مقال للصحفي كمال بن يونس عن التحديات الإقتصادية المقبلة(تونس نيوز نوفمبر)2006</p> <p> و لن تتم عملية الإنقاذ في نظر الغرب إلا برجال بقوا بعيدين عن الفعل السياسي المباشر داخل السلطة و هذا قد يؤهلهم من منظورها لكسب المصداقية لدى الشعب التونسي مما سيضفي مزيدا من الشرعية و يفتح أبواب التمكين و البقاء . من هنا قد تصبح لهذه الشائعات معنى و قد تتحول إلى حقيقة و كم من شائعات تحولت إلى حقائق !!!</p> <p> فالسلطة الحالية في تونس ليست قادرة على التصدي للملفات الشائكة والمتراكمة والتي لم تعد خافية على الجميع و أن تظاهرت بذلك للأسباب التالية :</p> <p>أولا طبيعتها الكليانية الشمولية و ضيق أفق رؤية منظري الحزب الحاكم للأمور ثانيا : تورطها إلى حد النخاع كما يقال في حق مختلف شرائح المجتمع أفرادا و جماعات و في حق البلاد و سمعتها بما خلق حالة من العجز عن الإقدام على أي مبادرة قد تكون بمثابة المغامرة التي ستفتح عليها أبواب جهنم و براكين الأرض كلها و هي التي لا طاقة لها بتحمل مقال يكتب هنا أو هناك في و سائل الإعلام لينقدها أو حتى ليقترح عليها إصلاحات !</p> <p>من هنا نفهم تلك المبادرات التي ولدت ميتة كمثل فكرة الإتصال بالمعارضة للأستماع إلى مقترحاتها مما يجعل السلطة تراوح مكانها و لا تتقدم خطوة وآخرهذه الأفكار ما ورد في خطاب رأس السلطة الأخير الذي طلب فيه من المعارضة بعد أن حدد كالعادة مفهومه( المتخشب و الأبدي) للمعارضة مده بمقترحاتها من باب الإستئناس !!!(هكذا)(أنظر نص الخطاب كاملا على الوسط التونسية).</p> <p> قلت إذا بأن التغيير أصبح ملحا في نظر الدوائر الغربية مع إستمرار النظام في تقليد سلوك النعامة التي كلما أحست بالخطر غرست رأسها في التراب !!! كنت قد قلت بأن بعض الشائعات قد تتحول إلى حقائق ! إلا أن دخول السيد عبد العزيز بن ضياء( انظر الحوارنت) المستشار و الناطق الرسمي لدى الرآسة على الخط ليعلن قبل ثلاث سنوات من إنتهاء المدة الحالية للرئيس الحالي عن رغبة بن علي في الترشح لإنتخابات الرآسة المزمع إنجازها سنة ....2009.و معاضدة الغرفة الثانية لمجلس الشعب له(على شاكلة المثل التونسي القائل الطير يغني و جناحو يرد عليه) يوحي بما يلي : أولا : و حسب رأي السيد المستيري الإعلامي المعروف في مقال له بالقسم الفرنسي بجريدة تونس نيوز 14 نوفمبر أن الهدف من تصريح كهذا قد يكون بغرض إستبعاد حقيقة ما تردد من أن حالة الرئيس الصحية تنذر بالخطر و محاولة تكذيب ذلك ( فرغبة سيادته هذه في الترشح هي الدليل الذي لا يختلف فيه إثنان و لا يتناطح فيه عنزان على أنه بصحة وعافية تمكنه من تحمل أعباء الحكم حتى سنة 2009ولم لا حتى سنة 2050 !!!) ما وضعته بين قوسين تتمة مني</p> <p>ثانيا : و حسب رأيي الإيحاء بأن السلطة بخير و عافية كسيدها و هي قادرة على مواصلة الإنجازات الرائدة بشهادات معاهد دولية خالصة الأجر في مجال الديمقراطية و حقوق الإنسان ومجال المعجزات الإقتصادية !!! ثالثا : قد يكون تصريحه هذا يندرج ضمن عودة صراع الأجنحة و التي أخبرت تقاريرصادرة من داخل البلاد عن عدم رضاها بالمقترحات الأمريكية لإحداث خطة نائب رئيس و إقتراح السيد كمال مرجان لتوليها خاصة وأن هناك حديث عن مخاوف الطرابلسية من هذا المنافس المحتمل الذي لا يملكون عليه سلطة لكونه بحكم بعده عن الفعل السياسي غير مورط فيما هم فيه متورطون ومن هنا أفهم مصلحة بن ضياء نيابة عن الطرابلسية في التعجيل قبل ثلاث سنوات بإعلان ترشح سيادته(هكذا و إلا بلاش الحنكة واستباق الأمور في السياسة التونسية يا بن ضياء)( صربعة نادرة على حد تعبير إخواننا المصريين)*</p> <p>و بالمناسبة و بعيدا عن رؤيتي للأ حداث التي قد لا يوافقني عليها البعض لآ أخفي على القارئ الكريم إستغرابي مما أقرأ أحيانا لمن لهم باع في فهم الشأن التونسي و تحليله عندما يعبر البعض منهم عن خيبة أمله في السلطة وهو يراها تمعن في سياسة الإنتهاكات و الإقصاء و الإنغلاق إثر كل خطاب و إثر كل مناسبة وبالخصوص إذا أطلقت بعضا من المساجين السياسيين و يزداد شعوري بالخيبة عندما ينقل البعض من هؤلاء الإعلاميين عن بعض ما يسمونهم بالمراقبين والمعا رضين في الداخل تفاؤلهم بالخطاب الرآسي الأخير مما يعطي إنطباعا بأن السلطة في بلدي على و شك الإقدام على اصلاحات وقد بينت التجربة المرة أنه كلما تمخض الجبل في تونس إلا وولد فأرة فليتقوا الله في مشاعر القارئ و عقله !! و رغم كوني لست ضد التفاؤل من حيث المبدأ إلا أنني ألوم علىهذه الفئة من الإعلاميين التونسيين تسويق صيغ من مثل هل تنقشع الغيوم عن سماء تونس (بقطع النظر عن محتوى المقال إجمالا) فضلا عن انتقائية في إختيار العناصرذات التصريحات المتفائلة من بعض رموزالمعارضة وإني لا أنكر فهمي لمثل هذا التمشي المهني في العمل الإعلامي كما لا أتجاهل الخلفية النفسية لهكذا تصريحات بمعزل عن الدافع السياسي و أحيانا الأمني !</p> <p>فهي تندرج ضمن ميكانيزمات الدفاع الذاتي التي يلجأ إليها الفرد لحماية توازنه النفسي جراء واقع مر لاشيء يلوح في الآفق لتغييره أوجراء حالة ملل و يأس تروم الإنفلات من هذا الواقع لتحلم بواقع أفضل و تمني النفس به ! وفي الختام مهما كان فهمي و تحليلي للأوضاع المعقدة في بلدي يبقى السؤال القائم هل أن الرياح ستجري بما تشتهي سفن دوائر مخابرات الغرب ومن يدور في فلكها أم أنها ستجري بما تشتهيه سفينة المعارضة التونسية بما هي المعبر الحقيقي عن هموم التوانسة و تطلعاتهم؟؟؟ نسأل الله العافية و له عاقبة الأمور والسلام عليكم نهضوي سجين سياسي سابق لاجئ حاليا بسيويسرا Abder58@hotmail.com</p> <p>* يقول أخوتنا من المصريين إذا لمحوا شخصا مستعجلا و مضطربا وبوجهه صفرة ( مالك كده متصربع؟ و منه إشتقاقي لكلمة صربعة و ليعذرني الشيخ محمد الهادي الزمزمي حفظه الله فيما تعمدته في حق لغة الضاد)</p> <p>— -</p> <p>حول قرار'' العفو'' الأخير</p> <p>عبد الرحمان الحامدي</p> <p>إنه لمن دواعي السعادة نبأ قرار العفو الأخير على عدد من الأخوة المساجين السياسيين و إني أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بتهاني الحارة إلى هؤلاء الإخوة الأفاضل و إلى عائلاتهم المجاهدة و إلى حركة النهضة و إلى كل ألأحرار راجيا من الله تعالى أن يحفظنا و يحفظهم و أن يثبتنا و يثبتهم على الطريق الذي اخترناه جميعا من أجل نصرة الحق و استرجاعه بالوسائل المتاحة كل على قدرسعته</p> <p>في غمرة هذا الحدث الذي أثلج صدري و أحسب أنه أثلج صدور كل مناصري الحرية في بلدي و خارجها لا يفوتني أن أذكر نفسي والجميع بأن لا ننسى البقية الباقية من أنصار الحرية في سجون تونس سيئة الذكر من الأسود الرابضة وراء القضبان صابرين محتسبين فيما أحسب يرجون من الله فرجا قريبا يجمعهم بالأحبة داعيا الله أن يمكنهم من ذلك إنه على كل شيء قدير و بالإجابة جدير آمين كما أذكر نفسي و الجميع بأن الطريق إلى الحرية ما زال طويلا و يتطلب مزيدا من تضافر الجهود الصادقة من جميع المؤمنين بها دون استثناء.لبلوغ النهاية المرجوة ذلك أنه في الوقت الذي يطلق فيه سراح هؤلاء الإخوة الأفاضل لا تزال أجواء الرعب و الترويع تخنق و تخنق إلى حد الدوار مواطني بلدي عامة و أنصار الحرية خاصة و تتوالى الأنباء تباعا عبر و سائل الإعلام المختلفة محدثة دويا كدوي المدافع على حواسي فتقض مضجعي و تسهر ليلي مما يؤكد في ذهني أن السلطة في بلدي لا يتوفر لدى رموزها أي نية لمصالحة صادقة و جادة مع قيم مجتمع الزيتونة و مطالب الأحرار في بلدي</p> <p>وهذا يجعل القرار الذي أقدم عليه صانع السابع في بلدي على أهميته غير كافي و لا يرقى إلى المأمول بل هو من قبيل الري قطرة قطرة على حد تعبير المططلح الزراعي أو بالتقسيط على حد قول شيخي راشد الغنوشي في حوار مع قدس براس * و هو إختيار دأبت عليه السلطة منذ سنوات كلما تتالت الضغوط في الداخل و الخارج على اختلاف مصادرها ووسائلها مما يجعل السلطة على عنادها الهستيري و سلوكها الأمني في التعاطي مع ملفات المجتمع المدني تقوم بعملية تنفيس جزئية لا مفر لها منها محسوبة بدقة متناهية لتذكرنا باستمرار أن الأمور في البلد هي في النهاية بيدها تتصرف فيها بالقدر الذي تراه صالحا لها وأن لاشيء يخرج عن سيطرتها و أن إرادتها في الأخير هي العليا.</p> <p>طريقة في التعامل توحي بأن دار لقمان ستبقى على حالها كما يقال وأن الأمر لا يعدو كونه في استراتيجيا الحرب و خداعها عملية تهدئة لجبهة مفتوحة بدأت تسبب إزعاجا وتؤرق المضاجع مع مواصلة الحرب على الجبهات الأخرى و ما أكثرها و ما أكثر الجروح التي خلفتها هذه الحرب المعلنة و الخفية على أبناء وطني</p> <p>فعندما لا تفلح موائد الإفطار المقامة في القصر الرآسي على شرف أئمة بعض المساجد ممن ترضى عنهم السلطة أوعندما يكثف بعض من رموز السلطة حضورهم في بعض المحاضرات أوالإحتفالات الدينية متظاهرين بالتقوى عندما لا يفلح كل ذلك في التخفيف من حدة الضغوط الخارجية أو امتصاص حالة التذمر الواسعة لشعب يرى أن السلطة تجاوزت كل الخطوط الحمراء بانتهاك حرمات بناته وزوجاته من المحجبات على نطاق واسع على سبيل المثال لا الحصر عندما لا تفلح في كل ذلك تتذكر فقط في هذه الحالة أن لديها مساجين لا تعترف بكونهم سياسيين فتطلق سراح البعض منهم سرا كما سجنتهم سرا و دون ضوضاء. تطلق سراحهم ضمن قوائم مساجين الحق العام و هي أدرى بأن وسائل الإعلام العالمية ستتكفل بإشهار الأمر ليعلم الجميع بذلك مما يوشك أن يحقق الهدف الذي ترجوه السلطة من مثل هكذا قرارات ! فلكن الله يا مساجين تونس الأحرار الذين لم تكتف السلطة بتعذيبهم و سجنهم و تشريد ذويهم وترويعهم بل دأبت على استخدامهم لغايات تخدم مصالحها هي أولا و أخيرا و بذلك تتحول السياسة في بلدي إلى سلوك ميكافيلي لدى سلطة تتاجربعذابات الوطن و المواطن لتخفف بها جانبا من مآزقها وورطاتها أو هكذا يخيل لها !.</p> <p>إن الذين أتموا مدة عقوباتهم في السجن أو الذين صدر عنهم قرار عفو أو من تبقى منهم داخل أقبية السجون من أبطال الحرية في بلدي ما كانوا يستحقون هذا المصير أصلا لو لم تتحول السياسة في بلدي إلى أداة لنسف الخصوم و إبادتهم ببطئ ! بحيث أن مصطلح السياسة لم يعد في بلدي يعرف بفن الممكن أوبرعاية مصالح البلاد و العباد الىآخر التعريفات المتداولة في علوم السياسة و إنما أصبح يعرف بكونه سلوك ماكيافيلي بغيض يقوم على منطق الغاية تبرر الوسيلة و على معاني الإنتهازية والوصولية و المنفعية الأنانية والآنية بحيث يصبح ً مساجين الكلمة و الحرية في بلدي أدواة أو أشياء في يد هذه السلطة التي آمنت بصاحب هذه النظرية إن صح التعبير ربا و بالنظرية ذاتها شرعة و منهاجا فتستعمل مساجيننا متى خدمها ذلك تروعهم و تروع عائلاتهم كيف تشاء؛ و تسجنهم متى تشاء..... و تطلق سراحهم متى ترى أن ذلك يخدم مصلحتها</p> <p>أما الإنسان بأبعاده الإنسانية المختلفة فلا وجود له في قاموس العصابة الماكيافيلية و سدنة الشر في بلدي ولا عجب في الأمر فقد آلت السلطةعلى نفسها منذ انقلاب السابع و تحديدا منذ بداية تسعينات القرن الماضي أن تشيء الإنسان التونسي و أن تجعل منه لعبتها المفضلة بمنفعية ميكيافيلية ندر وجودها فلا وزن له إلا من حيث كونه في نظرها أو من حيث يراد له أن يكون :</p> <p>أ) بقرة حلوبا تدر و لادخل لها فيما يفعل سيدها بما تدره ب) لا تتكلم و لا تتذمر ج)تأخذ ما يقدم لها من طعام إن شاءت أكلته و إن شاءت عافته وتركته</p> <p> أما إذا تمردت المسكينة و استمر تمردها فتذبح مرة لتريح و في هذه الحالة يكون حالها أحسن من حال المواطن التونسي لأنه يذبح كل يوم أو بتعبير أصح تسقيه العصابة الموت البطيء على طريقة الري قطرة قطرة حتى في هذه الحالة والموت صنفان جسدي بما تسببه عاهات التعذيب و تكمله ظلمة الأقبية في السجون و رطوبتها من تخريب لجسد السجين. و نفسية إذا تعلق الأمر بحملات المداهمات الليلية للمسرحين منهم في السجن الكبير و الخاضعين للإقامة الجبرية في بيوتهم هكذا هي السياسة في بلد عقبة متاجرة بدموع الأطفال الذين يتموا و حرموا سنوات من حنان آبائهم في بلد ''حقوق الطفل'' و لا إعتبار لحقوقهم هذه عندما تقرر السلطة إطلاق سراح آباءهم بل تقوم بذلك لإعتبارات مصلحية كما بيناه سابقا متاجرة بعذابات الزوجات و الأمهات في بلد ''حقوق المرأة'' متاجرة في الأخير بإنسانية الأحرار في بلد''حقوق الإنسان'' و المتاجرة قرينة المصلحة و التي تصبح ميكيافيلية إذا لم تراع فيها حقوق الإنسان بحيث يصبح شيئا لا غير يستعمل بحسب ما تتطلبه مصلحة القوي بعيدا عن كونه إنسانا له أحاسيس و أشواق و حرمات و حقوق يجب أن توضع ضمن الأولويات و إلا فما الذي سيميزنا عن حيوانات الغابة المفترسة؟؟ ! إذا هو يسجن ليجلب مصلحة و يطلق سراحه ليجلب كذلك مصلحة في سياق جديد مغاير للسياق التاريخي السابق سياق و جدت السلطة نفسها فيه بحاجة أكيدة لفك حصار أصبح يخنقها وينذر سدنة الشر فيها بالويل و الثبور بعد أن تجاوزوا تقريبا كل الخطوط الحمر وإني لا أنسى ما عبرت عنه بصدق عفيفة أخرى من عفيفات تونس المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين عندما سألتها الحوار نت : توصفين بأنك إمرأة حديدية فهل بكيت في السجن قالت : لم أبك في السجن المضيق و إنما بكيت في السجن الكبير** و هذا يكفيني كترجمة لحقائق مرة ينام و يصبح عليها التونسي. هكذا إذا تتبدى لي السياسة في بلدي وأشهدالله أني لم أرد بهذا التحليل أن أفسد على إخوتي في الداخل و الخارج وعلى الأحرار سعادتهم بالحدث الذي من شأنه أن ينقص من عدد أبطال الحرية القابعين في سجون القهر و الظلم ولو قليلا و لآ أريد أن أفسد فرحة المسرحين بلقاء الأحبة و لكنها رغبة مني في محاولة وضع قرار'' العفو'' في إطاره الذي بدا لي قريبا من الحقيقة الميكيا فيلية لسلطة لا ترقب من أجل مصالحها في مؤمن و لا مؤمنة إلا و لا ذمة حتى وهي تطلق سراحه من غياهب ظلمات السجن و عبث السجانين و غطرستهم</p> <p>و هذا في اعتقادي ما يجرد سلطة السابع من كل فضل أو منة في قرار ما يسمى'' العفو'' هذا و في القرارات السابقة له ! و ليعلم إخواني أن سنة التدافع هي وحدها الكفيلة بعد الاتكال عليه سبحانه و تعالى بالتغيير إذا أحسنا اختيار مواقعنا فيها و في حركة التاريخ و قام كل منا بما و سعه في الاستنصار للحرية المذبوحة على عتبات و طني تونس. و صدق شيخي راشد الغنوشي عندما وضع قرار العفو في إطاره الصحيح بقوله إن القرار جاء بعد (حصول إجماع و طني حول مطلب إطلاق سراح المساجين و تكثيف الضغوط على السلطة)***</p> <p>فلنواصل على بركة الله الضغوط على السلطة كل من موقعه و بالقدر الذي يستطيع و لا يحقرن أحد منكم شيئا يمكن أن يساهم و لو بالقليل في مزيد الضغط لأن رموز الميكيافيلية في بلدي لا تفهم دون هكذا لغة فإلى الأمام و بالله التوفيق وهو من وراء القصد و لا حول و لا قوة إلا به سبحانه و تعالى و السلام عليكم و رحمة الله. بركاته</p> <p>أستاذ و سجين سياسي سابق * تونس نيوز6 11 2006 **الحوار نت و تونس نيوز(نفس العدد) *تونس نيوز(نفس العدد)</p></div> La symphonie du mal par Abderrahmane El Hamdi http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2358 http://www.reveiltunisien.org/spip.php?article2358 2006-11-15T21:40:05Z text/html fr Abderrahmane El Hamdi Corruption témoignage Quand la mafia sécuritaire, les déviants et les prostituées de droit commun jouent la symphonie du mal sous la direction du magister de la Tunisie عندما تعزف المافيا الأمنية و منحرفو الحق العام و عاهراته سمفونية الشر بقيادة مايسترو تونس الكبير عبدالرحمان الحامدي ثلاثة وقائع تناقلتها وسائل الأنباء على اختلافها خارج بلدي تونس لايمكن لي أن أمر عليها دون أن أتوقف عندها بالفحص و التعليق كما أحاول جاهدا أن تكون هي العادة و يتعلق الخبر الأول بحقيقة تهديد المحجبات من بنات تونس و نساؤها في مراكز الرعب التي تسمى زورا و (...) - <a href="http://www.reveiltunisien.org/spip.php?rubrique44" rel="directory">Opinions</a> / <a href="http://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot65" rel="tag">Corruption</a>, <a href="http://www.reveiltunisien.org/spip.php?mot92" rel="tag">témoignage</a> <div class='rss_chapo'><p>Quand la mafia sécuritaire, les déviants et les prostituées de droit commun jouent la symphonie du mal sous la direction du magister de la Tunisie</p></div> <div class='rss_texte'><dl class='spip_document_1017 spip_documents spip_documents_center'> <dt><img src='http://www.reveiltunisien.org/local/cache-vignettes/L311xH233/ham-92217.jpg' width='311' height='233' alt='JPEG - 19.4 ko' style='height:233px;width:311px;' /></dt> </dl> <p>عندما تعزف المافيا الأمنية و منحرفو الحق العام و عاهراته سمفونية الشر بقيادة مايسترو تونس الكبير</p> <p>عبدالرحمان الحامدي</p> <p>ثلاثة وقائع تناقلتها وسائل الأنباء على اختلافها خارج بلدي تونس لايمكن لي أن أمر عليها دون أن أتوقف عندها بالفحص و التعليق كما أحاول جاهدا أن تكون هي العادة و يتعلق الخبر الأول بحقيقة تهديد المحجبات من بنات تونس و نساؤها في مراكز الرعب التي تسمى زورا و بهتانا مراكز الأمن وثانيها الخبر المتعلق بدخول العاهرات في بلدي على الخط مع منحرفي الحق العام كخيار من السلطة لتهيئة أحسن إستقبال للأخ المناضل الدكتور المنصف المرزوقي منذ اليوم الأول لعودته إلى بلده تونس أما الخبر الثالث فهو الذي سأبدأ به ........و لكن دعوني قبل ذلك أوضح ما يلي :</p> <p>كنت في مقال سابق لي * أطلقت على سرايا الرعب و الترويع في بلدي( كمكافئة من مواطن بسيط مثلي لهؤلاء) لقب خفافيش الظلام بعد ما هالني ما يبتكره مهندسو الشر و ما تنفذ ه جلاوزة الرذيلة في حق المواطنين و ما أظن أن بهذا اللقب قد وفيتهم الجزء المعنوي اللازم من حقهم بسبب جديد مبتكراتهم التي لن تتوقف ملكة الشر لدى هؤلاء عن إنتاجه ليلا نهارا فقد أجهدوا قلمي و ذاكرتي في البحث عن المدلولات اللغوية الأكثرإلتصاقا بالوقائع الدرامية التي يقع إخراجها دون كلل أو ملل على المسرح الكبير في بلدي و إني أروم من خلال إعتمادي لهذه الإستعارات ( و الله شهيد على ما أقول ) أن أساهم في :</p> <p>أ) السعي لإيجاد التعابير اللغوية المناسبة لإحتواء ما يحدث في تونس و تحويل الوقائع الحية إلى مدلولات رمزية مناسبة وأعني بذلك إستيعابها في اللغة العربية من باب التأريخ لعلها تقبل من خالقي كشهادة مني على الزمن الرديء .</p> <p>ب) نقل معاناة التوانسة بأقصى ما تستطيعه مفردات اللغة إلى ذهن القارئ و ضميره في كل مكان عبر البحث عن أنسب الصيغ و أكثرها تعبيرا عن الواقع الدرامي جراء الأوامر الفوقية الصادرة من المكاتب المكيفة و أحيانا من بيوت النوم والتي تنزل على رؤوس الأحرار في بلدي كالحمم و الصواعق مساهمة متواضعة مني في تعرية الحقائق و تبليغها عبر قوالب لغتنا كما ذكرت وتعميق الوعي و خاصة الإحساس لدى القرئ بما يحدث ما أتيح لي ذلك</p> <p>ج)التعبير عن تعاطفي المطلق مع ضحايا الرعب و الترويع من بني و طني و إشعارهم أن هناك من يشد أزرهم و يعايش آلامهم و يتأوه لإستغاثاتهم ويعبر عن معاناتهم و لوبكلمة و ذلك أضعف الفعال !</p> <p>أعود بكم أعزتي إلى هموم بني و طني و إلى إحدى الوقائع الثلاثة فأقول :</p> <p>في إطار ما أسميته في إحدى المقالات بملكة الشر التي لا تكاد مبتكراتها تقف عند حد في إنتاج أساليب جديدة في الرعب و الترويع و الإيذاء قامت زمرة من خفافيش الخرب و هو اللقب المكافئة الجديد لزمرة ممن سموا كما سبق و أن ذكرت زورا و بهتانا بالنمور السود قامت هذه الزمرة بعملية استعراض مسرحي عضلاتي لم أر أسخف منه يذكرنا بدجل الجندي الأمريكي في السينما الأمريكية على طريقة و أسلوب رمبو عندما إمتطى عناصر هذه الزمرة ظهور دراجاتهم النارية وتدججوا بالسلاح( الذي يدفع ثمنه جيب المواطن ليذل به و يروع بل و يقتل(راجع تقاريرالمنظمات تلإنسانية) ) و تنادوا وتأهبوا ثم إنطلقوا لإنجاز عملية ستذكرها لهم مزابل التاريخ أو بالأحرى ستبوؤهم الدرك الأسفل منها ليحاصروا ويشهروا أسلحتهم و قد علا صراخهم وإمتزج بصيحات الإنذار و الأوامر بالتوقف الفوري ولكن من يحاصر هؤلاء؟؟؟ و مالأمر يا ترى؟</p> <p> حزر فزر و لك الحلاوة على حد تعبير اللهجة المصرية في مثل المواقف العجيبة والغريبة المفاجئة</p> <p>لاأريد أن تذهب بكم الظنون بعيدا و إلا تخسروا الجائزة فالأمر لا يتعلق بمجرم خطير هارب من وجه العدالة و لا بجاسوس مبحوث عنه و لا بعصابة إحتجزت أطفالا و نساء و لا حتى بعملاء مخابرات الصهيونية جاؤوا ليجربوا حظهم من جديد في إغتيال مسئول فلسطيني آخر..... !!</p> <p>إذا فما الأمر مجددا؟</p> <p> كل هذه الهستيريا بسبب عفيفة أخرى من عفيفات تونس تجر طفليها عائدة إلى بيتها على الساعة العاشرة ليلا عزلاء لا تملك من أسباب القوة إلا عزيمة صادقة وإصرارا على تحدي من يريد إسكاتها بأي ثمن ولا تملك من هدف سوى الدفاع المستميت عن زوجها سجين الرأي</p> <p> ذنبها أنها فتحت بيتها للمتضررين أمثالها استقبلت في بيتها ثاني يوم العيد بعض الأسر المساجين السياسيين من بينهم أسرة أخينا حاتم زروق و قد جاؤوا ليقاسموها و تقاسمهم لوعة فراق الأحبة جمع بينهم على حد قولها لقناة الحوار (إحساس مشترك بالألم و الحزن و اليتم بالحياة والظلم و قسوة النظام القائم) إذا هو موعد جديد متجدد مع الدموع و مشاعر العجز و الغربة و الحرمان في يوم عيد تتزاور فيه العائلات و تتراحم إلا هؤلاء فهم ممنوعون من هذا الحق إلى أجل لا يعلمه إلا الله.</p> <p> فكان الموعد في بيت هذه العفيفة الشجاعة زوجة أسيرالكلمة الحرة الأستاذ محمد عبو إنها سامية عبو إسم على مسمى.</p> <p>ما رأيكم الآن و قد بان سبب كل هذه الهستيريا ؟ أترك لكم الحكم.</p> <p>أما من أين نط ت الخفافيش فجأة و كيف طلعت على سامية و إبنيها و قد التي كانت مصحوبة كذلك بالمناضلة الحقوقية الأستاذة راضية النصراوي فهذا سؤال لم تجد له سامية إجابة ولكني فيما أزعم أعلم الإجابة عنه !! كيف ذلك؟ تلك إذا قصة أخرى كلكم أو جلكم يذكر حكايات الأساليب الجديدة التي تتفتق عليها ملكة الشر لدى مهندسي الرذيلة و سدنتها في بلدي وأعني بها أساليب استعمال الخرب و الأزقة المظلمة في دولة الخرب و المؤسسات على حد تعبير المناضل والاعلامي توفيق العياشي مراسل قناة الحوار الفضائية ( راجع للغرض مقال الصحفي توفيق العياشي في عدد من أعداد تونس نيوز أوت )2006</p> <p> و هو أسلوب غاية في الجدة و آخر صيحة من صيحات إستراتيجيات مباغتة الخصوم أو الأعداء في الحرب يستعاض بها عن غرف العمليات و المقرات الدائمة لقيادة الأجهزة المتخصصة في ملاحقة الأحرار و لم لا جميع المواطنين مستقبلا وستتلقفها حتما جامعات أوروبا و أمريكا لدراستها و تدريسها و قد يستدعون لذلك خبراء و فنيون من مهندسي هذه الإستراتيجيا الفذة.</p> <p> شرف سينال تونس حتما !!!</p> <p>و الهدف من اعتمادها بما أن لكل إستراتيجيا أهداف هو : أولا : مباغتة الخصوم السياسيون من أجل وقف مسيرهم و جرهم إلى الخربة (موقع إنطلاق الخفافيش) و استنطاقهم لمعرفة وجهتهم في مرحلة أولى. ثانيا تعنيفهم إذا هم إحتجوا و رفضوا ألإجابة عن أسئلتهم مع سبهم بأ قذع الشتائم و العودة بهم إلى منازلهم قسرا أو جرهم إلى سيارات البوليس المدنية لأخذهم عنوة إلى مخافر الرعب تحت صواعق الأيدي والأرجل التي تنزل عليهم دون رحمة كحمم البراكين وهو ماحدث يوم ثان العيد لزوجة أخينا حاتم زروق المجاهدة و ابنته وإبنه( أنظر آثار الكدمات على جسد الإبن في الشريط المصور و المعروض على موقع الحوار نات).</p> <p> وهو ما حدث كذالك يوم 17أوت للمناضلين و الصحفيين سليم بوخذير و محمد العياشي وهما في طريقهما الى منزل سامية عبو.</p> <p>فبإختيار الخرب و الزوايا المظلمة و المفضلة تتضح النية وهي رغبة خفافيش الخرب تفادي الشوهة (الفضيحة) أثناء قيامها بمهمتها إذ أن أشد ما يزعجها الضجيج و الأضواء و أعني به في حالة المناضلين سليم و محمد الإستغاثات والإحتجاجات و الصرخات تحت الركلات و اللطمات طلبا لنجدة ما.</p> <p> إذا لن تنجح إستراتيجية تجنب الشوهة لو أن ألأمر حدث بعيدا عن الخرب</p> <p> و بفضل هكذا مواقع يمكن ضمان نجاح المهمات بأقل قدر من الفضيحة و لم لا في كنف الهدوء و السكينة و هم الذين ا ستكثروا على ضحاياهم أثناء سبهم وركلهم بوحشية في جميع أنحاء الجسد الصراخ أوالإستغاثات بغية أن تتم العملية على طريقة لا من درى و لا من سمع ثم يعودون إلى قواعدهم سالمين غانمين تاركين الضحية لمصيرها و قد تمت العملية في هذه الحالة و غيرها بنجاح منقطع النظير يستحق من شخصي المتواضع أن أردف المكافأة المعنوية الأولى التي قدمتها لهم بأخرى من عندي و ذلك بإضافة لقب آخر جديد ألا و هو لقب الأوباش السود ليحصلوا على كمال الألقاب المحفزة على مزيد البذل و العطاء لخدمة الشعب الذي لولا جيبه الكريم لما تسنى لهم إنجاز هذه المجهودات و المهمات في إذلاله وترويعه و تحقيق النصرعليه !!!!!!!!!</p> <p>حقا صدق قول القائل إذا لم تستح فافعل ما شئت ! و صدق قول الآخر أسد علي و في الحروب نعامة.</p> <p>وبإختصار شديد استطاع العياشى و بوخذير يوم الواقعة أن يهتدوا لحقيقة الأمر بعد فترة ذهول جراء مباغتة خفافيش الخرب لهم عفوا الأوباش السود و الإنقضاض عليهما. و لم يدركا في البداية من أين برزت ولا كيف حتى ظن المسكينان للحظة أن الأمر ربما تعلق بعفاريت الظلام من الجن برزت بهدف إزعاجهما.</p> <p> بطل العجب بعد دقائق عندما إسترد المناضلان أنفاسهما و إكتشفا أنهما مرا بخربة لم يعيراها اهتماما يذكر عكس الخفافيش اللذين و جدوا فيها ضالتهم الكبرى و مقرا مناسبا و تناغما مع الصفة التي أطلقتها عليهم لينقضوا إنطلااقا منهاعلى صيدهم الثمين.</p> <p>مرة أخرى هل فهمتم ما لم تهتد إلي فهمه بسرعة الأخت سامية؟؟ و الجواب الذي زعمت في البداية أني أعلم جوابه هو : لقد نطوا لها من مكان مشابه فيما أزعم للخربة التي نط منها هؤلاء لمباغتة الصحفيين وهما في طريقهما الى بيتها. وعليه و عملا بقوله صلى الله عليه و سلم : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ومن باب الدين النصيحة فإليكم هدا البيان الموجه إلى الرأي العام التونسي</p> <p>إني أهيب بالمواطنين و المواطنات عامة وبالمناضلات و المناضلين خاصة أن يتجنبوا : أولا المشى بأي حال من الأحوال في الأزقة الضيقة و المظلمة و أن يتفادوا المرور بالخرب</p> <p>ثانيا أن يلتفتوا يمنة و يسرة مرات و يسرعوا الخطا إذا هم اضطروا لذلك</p> <p>و ذلك للمساهمة في إحباط مؤامرات الخفافيش عفوا خفافيش الخرب وأوباش الأزقة الضيقة السود في بلدي. وجزاكم الله خيرا</p> <p>و يبقى الهدف في النهاية مما حصل للأخت سامية و أبناؤها استبدال الضربات الجسدية القاضية و التي لم تعطي النتائج المرجوة في إخماد الأصوات الحرة و الإستعاضة عنها بأسلوب الضربات النفسية القاضية عبر اشهار السلاح بوجه سامية وإبنيها وراضية و أرادوا أن تكون ضحية الضربات هذه ه أبناء السيدة عبو بالخصوص في بلد'' حقوق الطفل''حتى أن الأنباء تحدثت عن حالة جد سيئة للبنت و الطفل إثر الواقعة.</p> <p>أما الحادثة الثانية فتتمثل في دخول العاهرات على الخط في إطار تكنيك جديد قديم إبتكرته أركان الردة من مهندسي الرذيلة في بلدي و هو الاستنجاد بالعاهرات وطلب خدماتهن وإلتماس العون منهن على مصيبة حلت بهم وكارثة أذهبت النوم من أعينهم و أقضت مضاجعهم اسمها ألمنصف المرزوقي الدكتور و المناضل. فهذه احداهن و في إخراج مسرحي فاشل تعترض طريقه و ترفع كما يقال عقيرتها بالصياح لتتهمه بمحاولة التعدي عليها بل ومحاولة إغتصابها و عندما و جدت نفسها خارج اللعبة و أن السيناريو المدبر بغباء متناهي إنتهى الى فشل ذريع صرخت بأعلى صوتها وهي متوجهة نحو الدكتور( والله ما تا خذوها) و تقصد بذلك السلطة في تونس.</p> <p>أما عن جحافل منحرفي الحق العام المسنودة بالعشرات من قوات البوليس والتي أطلقتها أيادي سدنة الشر و أركان الردة وراء الرجل الأعزل تتعقب خطواته خطوة بخطوة و تحصي عليه حركاته و سكناته فانك من كثرتهم وهم في الموقف الذي وصفت يخيل إليك( إذا كنت مارا بالمكان في تلك اللحظة) أن عملا سينيمائيا ضخما يعد للتصوير على الطبيعة و يخص أحد أبطال تونس وهو يقود مسيرة ضد الاستعمار وعندما تقترب من ساحة المشهد أكثر تنتهي إلى مسامعك سباب مقذعة بأصوات مفزعة و شعارات مرفوعة من مثل يا مرزوقي يا عميل قطر تدرك دون حاجة إلى ذكاء خارق أن فعلا هناك مظاهرة لكنها ليست ضد الاستعمار أو ضد جديد مجازر الصهاينة من اليهود أو الأمريكان في حق إخواننا من الفلسطينيين أو العراقيين أو الأفغان ....</p> <p>أنها مظاهرة ضد شخص أعزل نحيف في بنيته صلب في عزيمته قوي فيما آمن به</p> <p> أقض مضجع سلطة بأكملها يرعبها و يزلزلها و يروعها و يسرق النوم من أعين جلاوزتها وسدنة الشر فيها بعقيدة اسمها الإصرارعلى مبدإ الكلمة الحرة و المطالبالعادلة.</p> <p>أما عن آخر حلقة من حلقات مسلسل حالة الهستيريا التي استبدت بجلاوزة السلطة فهي تعمد البعض منهم (في إحدى مراكز الرعب بولاية نابل) تهديد إمرأتين من المحجبات بالإغتصاب عند ما أصرت الأخيرتان على التمسك بحقهما المشروع والشخصي بارتداء ما يرضي عقيدتهما ولن أتحدث عن مشاهد إقتياد المرأتين بوحشية منقطعة النظير إلى مراكز الرعب على مرآى الناس هذه المرة نظرا لقلة الخرب في ولاية نابل ولا عن تباري الأوغاد في إختيار أقذع الشتائم وكيل أبشع النعوت مكللة بأقسى اللطمات و الركلات المخلفة للكدمات في أنحاء جسديهما كما فعلوا تماما مع ابن أخينا حاتم زروق و الذي طالب فقط بإ طلاق سراح أبيه.</p> <p>هذا كخلاصة غيض من فيض مما يحدث في بلدي من الجديد المبتكر لآلة الشر التي لا تكل و لا تمل و لا يوقفها شيء من عقل أو ضمير أو أعراف أو أوجاع وأنين ....لا يوقفها شيء إلا حتفها و رحيلها إلى غير رجعة !</p> <p>و في الختام :</p> <p>أحيي نصيرات الكلمة الحرة و الموقف الحر بطلات تونس وشريفاتها سامية عبو وراضية النصراوي و سهام بن سدرين ومن سار على درب نضالهن و أحيي زوجات المساجين السياسيين المجاهدات وأحيي العفيفات المحجبات وأحيي آنصار الحرية في تونس الذين يعايشون الأهوال في بلدي عزلا إلا من عشق لا يوصف للحرية و للوطن الصامدون و الصامدات و الصابرون و الصابرات و الصادقون و الصادقات. و أحيي ألأسود الرابضة وراء القضبان المحتسبة فيما أحسب</p> <p>أحيي جميع هؤلاء بتحية على لسان الفنان المناضل مارسيل خليفة و أردد :</p> <p>أناديكم أشد على أياديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول : أفديكم</p> <p>حفظكم الله و ثبتكم وكلل جهودكم بالتوفيق و أحبط مؤامرات من أراد بكم سوءا آمين ولا حول و لاقوة إلا بالله العلي العظيم</p> <p>أستاذ و سجين سياسي سابق سويسرا</p></div>